تُعَدُّ قلعة المهالبة من أبرز المعالم التاريخية التي تروي قصص الأمجاد والشجاعة. إذ شُيِّدَت هذه القلعة العريقة في قلب الصحراء، حيث تميزت بجدرانها الضخمة وتصميمها الهندسي الفريد الذي يعكس عظمة الحضارة التي أنشأتها. عبر الأزمان، لعبت قلعة المهالبة دوراً حاسماً في الدفاع عن المنطقة وحمايتها، لتصبح رمزاً للصمود والقوة التي يستمد منها الزوار دروساً في التاريخ والشجاعة. ابدأ رحلتك الاستكشافية معنا عبر هذا المقال من تورزم تريك لتكتشف أبرز المعلومات حول هذه القلعة.
نبذة عن القلعة المهالبة في سوريا
تُعدُّ قلعة المهالبة، التي بُنيت على يد قبيلة بني الأحمر في القرن الحادي عشر الميلادي، من أشهر المعالم السياحية في سورية. إذ ترتفع القلعة فوق صخرة كبيرة تمتد على مساحة حوالي خمسة هكتارات، مما يوفر للزوار إطلالة بانورامية رائعة على البساتين والقرى الزراعية المحيطة مثل خريبات القلعة، عين جندل، ودباش. كما تميزت القلعة بتصميمها المعماري الذي يعكس الطابع العربي من العصر الأيوبي، حيث يحيط بها سور ضخم مبني من الحجر النحيت. حيث تتوزع الأبراج، البالغ عددها اثني عشر برجاً، حول القلعة، وتتركز في الجهة الشرقية الجنوبية، مبنية على شكل أنصاف دوائر مع فتحات طولانية للمراقبة ورمي السهام. كما تضم القلعة أيضاً مستودعات، خزانات، أقبية، ودهاليز، مما يجعلها نموذجاً للهندسة المعمارية الدقيقة والجمال الفريد.
أين تقع قلعة المهالبة؟
تقع قلعة المهالبة على بعد حوالي أربعين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة اللاذقية، وهي من أبرز المعالم الأثرية في منطقة القرداحة شمال جبل الأربعين. إذ بُنيت القلعة في القرن الحادي عشر الميلادي على يد عشائر بني الأحمر الجبلية، وارتفعت فوق قمة جبلية على ارتفاع 750 متراً عن سطح البحر.
يمتد طول القلعة الأعظمي إلى 170 متراً، مع مدخلها الواقع في الجهة الجنوبية، المعروف بالبرج القديم. فعند المرور عبر هذا المدخل، يصل الزائر إلى الساحة الرئيسية، حيث تبرز براعة الهندسة المعمارية التي مزجت بين الجمال والقوة. لهذا السبب تعد قلعة المهالبة وجهة سياحية مميزة تجذب عشاق التاريخ والمغامرة لاستكشاف روائعها.
معلومات حول تاريخ قلعة مهالبة
يبين تاريخ الحافل استيلاء البيزنطيون عليها سنة 1031م، ثم انتقلت إلى قبيلة بني صليعة قبل اكتمال بناءها على يد أمير إنطاكيا نكتور. ثم احتلها الفرنجة سنة 1118م بقيادة الأمير روجر، وحررها صلاح الدين الأيوبي في عام 1188م. في عام 1194م، أصبحت تحت حكم الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، أمير حلب، ثم انتقلت إلى أسرة منكوس عام 1260م. قام الملك الظاهر بيبرس بترميمها في العصر المملوكي عام 1269م، وصارت للأمير سنقر الأشقر في نفس العصر، ثم خضعت للسلطان المملوكي قلاوون عام 1285م. وخلال القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، كانت القلعة تابعة لولاية طرابلس، قبل أن تُهجر وتبقى خالية حتى القرن الخامس عشر. وقد ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي كحصن منيع على سواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب، وكانت تربطها علاقات قوية مع قلاع الساحل السوري مثل قلعة صلاح الدين وقلعة المرقب.
الاسئلة الشائعة
من بنى قلعة المهالبة؟
بناها قبيلة بني الأحمر.
وفي الختام، يممكنا القول أن القلاع الأثرية في سوريا بما فيها قلعة المهالبة تشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتها التاريخية والثقافية، حيث تروي كل قلعة حكايات من البطولات والتحديات التي واجهتها عبر العصور. إذ أنه عند زيارة هذه القلاع تمنح الزائرين فرصة لاستكشاف تاريخٍ عريق وتجربة سحر الأماكن التي صمدت أمام تقلبات الزمن. إن الحفاظ على هذه المعالم والاعتزاز بها هو واجب وطني يضمن بقاء التراث السوري حياً للأجيال القادمة.