تُعَدُّ زيارة قصر الباهية في مراكش المغربية رحلة عبر الزمن إلى روعة العمارة الأندلسية والثراء الثقافي الذي تجسده. بُني هذا القصر في أواخر القرن التاسع عشر بأمر من الوزير أبو أحمد بن موسى ليكون جوهرة معمارية تعكس الفخامة والإبداع الفني. كما يُعَدُّ قصر الباهية ليس مجرد مبنى تاريخي بل هو شهادة حية على براعة الحرفيين المغاربة الذين صمموا تحفة معمارية مزينة بزخارف دقيقة وساحات خضراء تجعل الزائر يعيش تجربة فريدة تمزج بين التاريخ والجمال، لتتعرف أكثر على هذا القصر فقط تابع قراءة هذا المقال من موقع تورزم.
معلومات حول تاريخ بناء قصر الباهية في مراكش
تأسس قصر الباهية في مراكش عام 1867 بأمر من الوزير الأعظم أحمد بن موسى، الذي أراد أن يكون هذا القصر دليلاً على مشاعره المودة والحب لزوجته “باهية”. حيث استغرق بناء القصر عشر سنوات كاملة، فقد جلب الوزير أشهر مهندسي المغرب وأمهر الصناع والحرفيين لتنفيذ هذا المشروع الفخم.
بعد وفاة الوزير، ورث القصر ابنه “أبو أحمد” الذي تابع عملية التوسيع والتزيين ليستوعب القصر زوجاته الأربع. وفي عام 1908، أصبح القصر مكانًا لاستقبال الضيوف الفرنسيين بفضل باشا غلاوي. أما بعد استقلال المغرب عام 1956، فقد نُقل القصر ليكون تحت إشراف وزارة الثقافة المغربية، ليصبح رمزًا سياحيًا وثقافيًا يعكس جمال وروعة الهندسة المعمارية المغربية.
تاريخ بناء قصر الباهية بالفرنسي Palais de la Bahia
قصر الباهية في مراكش
يرجع بناء قصر الباهية، المعروف بالفرنسي باسم Palais de la Bahia، إلى القرن التاسع عشر، حيث أمر الوزير أحمد بن موسى، المعروف بصرامته وقوته، بتشييده خلال فترة حكم السلطان مولاي عبد العزيز. كما يعتبر قصر الباهية من أجمل المعالم التاريخية في المغرب وأروع التحف المعمارية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. إذ يجسد القصر فن العمارة المغربي الإسلامي الأصيل، إذ يتكون من قاعات كبيرة وأجنحة ملكية وحمامات ومطابخ، إضافة إلى الأحواض المائية مثل صهريج “أبا احماد” والمساحات الخضراء التي تزينها النوافير والأشجار.
كما يتميز القصر ببوابته الضخمة المطلة على أحد الشوارع الرئيسية في مراكش، وتصميمه المتقن من قبل المهندس المغربي المسفيوي، الذي أشرف على تنفيذ نقوش وزخارف الجبس والخشب والفسيفساء ببراعة فائقة.
أنشطة يمكنك القيام بها في قصر الباهية في مراكش
استكشف داخل قصر الباهية في مراكش لتتعرف على روعة هذا الصرح التاريخي. إذ ستجد نفسك مأخوذاً بتأمل التصميم المعماري الفريد الذي يعكس أصالة التاريخ وجمال الفن المغربي. كما يمكنك الانضمام إلى إحدى الجولات الإرشادية أو استخدام الإرشادات الصوتية المتوفرة للاستفادة القصوى من زيارتك.
- استكشاف الغرف والقاعات: اكتشف قاعات وغرف القصر المختلفة التي يبلغ عددها 150 غرفة، منها الغرف الملكية المزخرفة والغرف المخصصة للخدم، بالإضافة إلى غرف الاستقبال الفخمة.
- ردهة الاستقبال: استمتع بزيارة ردهة الاستقبال التي تتألق بنقوشها وزخارفها الفريدة وثريات جميلة تسرق الأنظار.
- مشاهدة الأثاث الفاخر: تمتع بمشاهدة الأثاث الفاخر الموزع في جميع أنحاء القصر، حيث يمكنك رؤية قطع الأثاث ذات الطراز العثماني الرائع.
- زيارة المتحف: لا تفوت زيارة صالات العرض داخل المتحف الذي يضم مقتنيات أثرية تعرض تاريخ القصر وعظمته، بما في ذلك القطع الأثرية النفيسة.
- الاستمتاع بالأعمال الفنية: إذا كنت من عشاق الفن، فإنك ستستمتع برؤية الأعمال الفنية المتنوعة مثل الفسيفساء الجميلة.
- التجول في الحديقة: تجول في الحديقة المحيطة بالقصر واستمتع بالهواء النقي والمناظر الخلابة للنوافير والبرك المائية، حيث يمكنك الاسترخاء على المقاعد المخصصة للاستراحة والتمتع بالهدوء والجمال الطبيعي.
ثمن الدخول إلى قصر الباهية
تبدأ تكلفة الدخول إلى قصر الباهية في مراكش من 70 درهمًا للسياح الأجانب و30 درهمًا للأطفال دون سن الثانية عشرة. أما السكان المغاربة والمقيمون الأجانب في المغرب فيستطيعون الدخول مقابل 10 دراهم للكبار و5 دراهم للأطفال. كما يتطلب زيارة القصر والحدائق المحيطة به حوالي ساعة إلى ساعتين، ولكن إذا كنت من محبي التاريخ والهندسة المعمارية، قد ترغب في قضاء وقت أطول لاكتشاف جميع غرف القصر وتفاصيله المعمارية الدقيقة. إذ نوصي بأخذ جولة مريحة في الحدائق للاستمتاع بالأجواء الهادئة والنوافير الجميلة، مما يجعل زيارتك تجربة لا تُنسى.
مدة بناء قصر الباهية
بدأ بناء قصر الباهية في مراكش عام 1867 بأمر من الوزير الأعظم أحمد بن موسى، واستغرق استكماله عشر سنوات من العمل الدؤوب، حيث انتهى منه في عام 1877. وقد كلف الوزير أشهر المهندسين المغاربة وأمهر الحرفيين لتحقيق هذه التحفة المعمارية. وفي الأجابة عن سؤال كم استغرق بناء قصر الباهية؟ فقد تطلب القصر عقدًا كاملًا من الزمن ليرتقي إلى جماله الحالي، ويجمع بين الفخامة والإبداع في تصميمه.
إذ يُعَدُّ القصر اليوم رمزًا تاريخيًا يعكس المهارات الهندسية والفنية التي شهدها المغرب في تلك الحقبة، ويمثل مزيجًا رائعًا من الثقافة المغربية والإسلامية الأصيلة.
الاسئلة الشائعة
من سكن قصر الباهية؟
سكن قصر الباهية في الأصل الوزير أحمد بن موسى حتى وفاته عام 1900، وبعدها استقر فيه باشا مراكش التهامي الكلاوي حتى عام 1906. لاحقًا، أصبح مقرًا للوزير المقري حتى فرضت الحماية الفرنسية عام 1912، حيث اتخذه المقيم العام ليوطي مقرًا له. أما بعد وفاة ليوطي، استخدمه الضباط الفرنسيون حتى تصنيفه كمعلمة تاريخية في 1922. وبعد استقلال المغرب، سكنه السلطان محمد الخامس وأصبح مقرًا لمؤسسة التعاون الوطني. حاليًا، يتبع القصر لوزارة الثقافة المغربية ويعد مزارًا تاريخيًا وسياحيًا.
لماذا سمي قصر الباهية؟
سُمِّي قصر الباهية بهذا الاسم تكريمًا لذكرى زوجة الوزير أحمد بن موسى، المعروفة باسم “باهية الرحمانية”، التي اشتهرت بحبها وودها لزوجها. حيث أراد الوزير أن يعبر عن حبه وإخلاصه لها من خلال بناء قصر يجسد هذا الحب، فجاء التصميم الهندسي للقصر بهيًا وفريدًا.
في الختام، يعكس قصر الباهية في مراكش روعة العمارة المغربية الإسلامية وأهمية الثقافة والتاريخ في تشكيل هوية المدينة. حيث بدأ بناؤه في القرن التاسع عشر واستغرق عشر سنوات ليصبح تحفة معمارية خالدة. اليوم، يظل القصر شاهدًا على الجمال والإبداع الفني الذي ميز تلك الحقبة، ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخه وفنه المعماري الفريد.
المصادر
