مسجد الدولة الكبير في الأحمدي: رمز العمارة الإسلامية في قلب الكويت

tourism trek
tourism trek 8 Min Read
مسجد الدولة الكبير في الأحمدي

مسجد الدولة الكبير في الأحمدي من أهم المعالم الإسلامية الشاخصة في دولة الكويت، التي تعكس تاريخ الدولة الحافل بالعمارة الإسلامية المتميزة. وفي هذا السياق، على اعتبار أن مسجد الدولة الكبير في منطقة الأحمدي واحداً من أبرز المعالم الإسلامية، نجده يُشكِّل نموذجاً بارزاً للفن المعماري الإسلامي في الكويت، إذ يتميز بتصميمه الفريد الذي يجمع بين العناصر المعمارية التقليدية للمساجد الإسلامية وبين اللمسات المعاصرة، وهذا ما يجعله واحداً من أبرز معالم الأحمدي السياحية والدينية على حدٍ سواء. وعليه، سنتناول في هذا المقال من تورزم تريك دراسة تفصيلية لهذا المعلم المعماري البارز، من حيث تاريخه وخصائصه المعمارية والفنية.

مسجد الدولة الكبير في الأحمدي
مسجد الدولة الكبير في الأحمدي

معلومات حول مسجد الدولة الكبير في الأحمدي

مسجد الدولة الكبير هو معلم معماري بارز في مدينة الكويت، يعد من أشهر المعالم السياحية في الكويت، يقع على مقربة من ساحل الخليج العربي، وقد تم افتتاحه في عام 1986، بناءً على توجيهات من الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت آنذاك. إذ إن بناء هذا المسجد قد استغرق سبع سنوات، حيث بدأت أعماله في عام 1979 واكتملت في 1986، وقد بلغت تكلفة إنجاز هذا المشروع المعماري الضخم 14 مليون دينار كويتي، وفي سبيل إنجاز هذا العمل الهندسي البارع، ساهم خمسون مهندساً و أربعمائة وخمسون عاملاً.

كما أن التصميم الأندلسي الفاخر للمسجد، الذي أشرف عليه المهندس المعماري محمد صالح مكية، ييظهر جلياً في مساحته الإجمالية البالغة 45 ألف متر مربع، حيث تتوزع هذه المساحة بين 25 ألف متر مربع للمبنى ذاته، و20 ألف متر مربع للحدائق والممرات الخارجية المكشوفة المحيطة به.

من الناحية الإدارية، يتبع هذا المسجد المعلم الديني البارز إلى قطاع الشؤون الثقافية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، وتقع مباني الإدارة الخاصة بالمسجد في الجانب الجنوبي منه. حيث تسعى إدارة المسجد الحالية إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في “كونه مؤسسة إسلامية رائدة ومعلماً إسلامياً متميزاً”، بما ينسجم تماماً مع رسالة المسجد وأهدافه الاستراتيجية. كما تتوزع مساحة المسجد بين المصليات والقاعات والصحون ومبنى الإدارة، وفقاً لما يلي: 

بيوت الصلاة

  1. المصلى الرئيسي: يتسع لأكثر من 10000 مصلٍ، يفتحَ أبوابه للصلوات الجامعة المهمة، كصلاة الجمعة والأعياد وصلاة القيام، وقد برز في سقفه الشامخ أربع ثرياتٍ إيطالية ضخمة، مطلية بالذهب الأصيل، تحتوي كل واحدة منها على أكثر من مئة مصباح، وتزن كل منها أكثر من ألف كيلوغرام، مضيفة جمالاً وهيبة على هذا المعلم المعماري الرائع.
  2. المصلى اليومي: يتسع لأكثر من 500 مصلٍ للصلاة اليومية.
  3. مصلى النساء: يحتل مصلى النساء الطابق العلوي ويستوعب أكثر من 1000 مصلية.

أبواب المسجد:

يمتاز هذا المسجد الجليل بأبوابٍ عريضة وشاهقة، بلغ عددها إحدى وعشرين باباً، مصنَوعة من خشب الصاج الهندي الثمين، والذي نقش عليها الآيات القرآنية والأذكار الإسلامية عليه بعناية فائقة وإتقان يدوي رفيع. 

الصحون:

يتضمن المسجد ثلاثة صحون خارجية، والتي خصصت لاستيعاب الحشود الغفيرة من المصلين أثناء صلاة القيام خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. 

القاعة الأميرية:

هي مساحة مخصصة لاستقبال صاحب السمو أمير البلاد خلال صلاة عيدي الفطر والأضحى، كما تستخدم لاستقبال الزيارات الخاصة من قبل كبار الشخصيات، تتميز بالعديد من النقوش والزخارف الإسلامية المتنوعة والفنية.

القبة:

يبلغ قطر هذه القبة 26 متراً وارتفاعها 43 متراً، كما أن الجوانب الداخلية للقبة مزينة بالسيراميك الأصفهاني المزخرف بأسماء الله الحسنى والمكتوبة بخط كوفي، والتي تشكل هيئة دائرية تشبه قرص الشمس. كما تتخلل القبة 144 نافذة، وعلى حواف القبة تم نقش آيات قرآنية من سورة غافر بطول 80 متر، هذه القبة الرائعة تُعد القطعة المركزية والمسيطرة في تصميم المصلى الرئيسي للمسجد.

المئذنة: 

يبلغ طول المئذنة في مسجد الدولة الكبير في الأحمدي ما يقارب 72 متر، وتكون على شكل مضلع مكسوة بالحجر السوري.

المحاريب:

يتميز المسجد الكبير بتصميمه المعماري الفريد، حيث يضم ثمانية محاريب، وبالتركيز على المحراب الرئيسي، نجد أنه يتمتع بجمال وروعة التشكيل الهندسي المتناغم. إن هذا التصميم المذهل ينبع من التوليفة المبهرة للعناصر المعمارية المتنوعة، بما في ذلك الأعمدة الإغريقية، الجبس، الجليد المغربي، الحجر الباكستاني، الرخام الكرارا الإيطالي، والخطوط العربية الأنيقة. 

المشربيات:

توجد إحدى عشر مشربية مخصصة لمصلى النساء، مطلة على بيت الصلاة الرئيسي، وهي تصميم معماري يعود إلى الطراز الإسلامي القديم المعروف باسم “الأرابيسك”، إن الغرض الرئيسي من هذه المشربيات هو فصل الرؤية بين النساء والرجال أثناء أداء الصلاة، وهو أمر مهم في التقاليد والممارسات الدينية الإسلامية.

الثريات الدمشقية:

ممرات المسجد الكبير مزينة بثريات دمشقية عددها  23 ذات طراز إسلامي مميز، مصنوعة من النحاس الأصفر تعكس ألواناً هادئة ومنسجمة مع جو العبادة والتأمل داخل المسجد. 

يبلغ وزن كل ثرية 300 كيلوغرام، مما يشير إلى المهارة والدقة الفائقة في تصنيعها. 

أين يقع المسجد الكبير الكويت؟

يقع مسجد الدولة الكبير في الأحمدي ضمن جهة الشمال الشرقي من العاصمة الكويتية قرب شاطئ الخليج العربي. إذ يُعد هذا المسجد الأكبر على مستوى البلاد، ففي ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، يجتمع حوالي 170,000 مصل في ساحات هذا المسجد الشاسعة للصلاة والعبادة. 

ماذا يوجد في المسجد الكبير العاصمة؟

يحتوي المسجد الكبير على نسخة طبق الأصل من المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. إن هذه النسخة الثمينة موجودة في القاعة الأميرية بالمسجد، والتي تم وقفها عليه من قبل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول، والتابع لمنظمة التعاون الإسلامي. كما أن هذا المصحف النفيس من النسخ النادرة على مستوى العالم، حيث طبع منه فقط 500 نسخة منه، وتحمل النسخة الموجودة في المسجد الكبير الرقم 499، مما يؤكد على فرديتها وقيمتها التاريخية والثقافية الكبيرة.

مسجد الدولة الكبير في الأحمدي
مسجد الدولة الكبير في الأحمدي

الأسئلة الشائعة 

متى تم افتتاح مسجد الدولة الكبير؟

افتتح هذا المسجد رسمياً في عام 1986 بتوجيهات من الشيخ جابر الأحمد الصباح. فقد بدأت أعمال البناء في عام 1979 واستغرقت سبع سنوات لإتمامها بتكلفة إجمالية بلغت 14 مليون دينار كويتي، وقد شارك في تنفيذ هذا المشروع الضخم 50 مهندساً و 450 عاملاً.

تم تصميمه على الطراز المعماري الأندلسي الفاخر بواسطة المهندس المعماري محمد صالح مكية. 

من هو 3 أكبر مسجد في العالم؟

يعد جامع الجزائر أو ما يعرف باسم المسجد الأعظم ثالث أكبر مسجد في العالم، حيث يتسع لأكثر من 120 ألف مصلٍ، تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، كما يمتاز بمئذنته العالية بارتفاع 265 متر 

من اشهر من أم المصلين في المسجد الكبير؟

تتولى قيادة صلاة القيام في هذا المسجد نخبة من أئمة وخطباء الكويت البارزين، أمثال الشيخ مشاري بن راشد العفاسي، والشيخ فهد الكندري، والشيخ صلاح الهاشم. أما في الصلوات العادية، فيقود الصلاة والخطابة الإمام والخطيب الشيخ الدكتور وليد العلي.

ختاماً، يمثل مسجد الدولة الكبير في الأحمدي نموذجاً مميزاً للهندسة المعمارية الإسلامية في الكويت. حيث يجسد بفخامة تصميمه وروعة زخارفه قيم الإسلام والثقافة الكويتية. ولا شك أن زيارة هذا المعلم الديني الرائع ستمنح الزوار إحساساً بالسكينة والطمأنينة، وتغمرهم بروح الإيمان والتعبد. لذلك يعد هذا المسجد إرثاً معمارياً وروحياً ثميناً للكويت، والذي سيبقى شاهداً على عمق الهوية الإسلامية للدولة وتراثها الحضاري العريق.

المصادر

ويكيبيديا

Share This Article
Leave a comment