تعتبر مدينة البصرة القديمة في العراق واحدة من أقدم المدن التاريخية التي تتميز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني. إذ تأسست البصرة القديمة في عام 636 ميلادي لتصبح مركزًا حضاريًا وتجارياً هاماً، حيث احتضنت العديد من العلماء والأدباء وأصبحت نقطة انطلاق للعديد من الرحلات الاستكشافية. اليوم، لا تزال آثار البصرة القديمة شاهدة على عظمة ماضيها، مما يجعلها وجهة جذب للباحثين والسياح الذين يسعون لاكتشاف أسرار هذه المدينة العريقة. دعنا نلقي نظرة على تفاصيلها في مقال اليوم من موقع تورزم.
نبذة تعريفية حول مدينة البصرة القديمة
تأسست مدينة البصرة القديمة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عتبة بن غزوان، وهي تُعتبر أول مدينة إسلامية شيدت في تلك الحقبة. حيث أن البصرة، التي تعني الأرض الغليظة ذات الحجارة الصلبة، تقع على الضفة الغربية لنهر شط العرب، وهو النهر الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات ويصب في الخليج العربي.
اليوم، تعتبر البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق وميناؤها الرئيسي، حيث تحتل المركز الخامس عشر من حيث عدد السكان وفقًا لإحصائيات عام 2007، وهي ثاني أكبر مدينة عراقية. حيث تحوي البصرة العديد من الأماكن السياحية والمتاحف مثل متحف البصرة الحضاري ومتحف التاريخ الطبيعي، بالإضافة إلى الأسواق الشهيرة مثل سوق الذهب وسوق خمسة ميل. كذلك، تتوفر في البصرة العديد من المرافق الأساسية كالجامعات، المستشفيات، والمدارس، مما يجعلها وجهة جذابة للسكان والسياح على حد سواء.
أسماء البصرة القديمة
أُطلق على مدينة البصرة القديمة العديد من الأسماء عبر تاريخها الطويل، تعكس أهميتها ومكانتها الفريدة. من أبرز هذه الأسماء:
- الخريبة: كان هذا اسمها قبل الفتح الإسلامي.
- أم العراق: دلالة على كونها من أمهات المدن في العراق.
- خزانة العرب: تعبيرًا عن ثرواتها ومواردها الوفيرة.
- عين الدنيا: تعبيرًا عن جمالها وأهميتها الاستراتيجية.
- ذات الوشامين: ربما دلالة على تنوعها وتعدد مظاهرها الثقافية.
- البصرة العظمى: لتمييزها عن أي مدينة أخرى.
- البصرة الزاهرة: إشادة بجمالها وازدهارها.
- الفيحاء: بسبب مساحاتها الخضراء وبيئتها الغنية.
- قبة العلم: نظرًا لدورها في نشر العلم والثقافة.
- الرعناء: لوصف تقلبات جوها الشديدة خلال اليوم، خاصة في فصل الربيع.
كما تجتمع مع الكوفة في تسمية “المصرين” إشارة إلى كونهما من أعظم أمصار العالم الإسلامي قبل بناء بغداد. وتشترك مع الكوفة في تسمية “العراقيين” أو “البصرتين”. كما تجدر الإشارة إلى وجود مدينة تحمل نفس الاسم في المغرب، لكنها اختفت من الخارطة ولم يتبق منها سوى ذكرها في كتب التاريخ، حيث كانت تقع قرب مدينة طنجة على هضبة تطل على وادي مدا.
ارقى مناطق البصرة
تتميز مدينة البصرة بالعديد من المناطق الراقية التي تجذب السكان والسياح على حد سواء. من بين أبرز هذه المناطق:
- فندق البصرة الدولي: يقع على بعد 10.7 كيلومتر من مركز المدينة، ويعتبر من أفخم الفنادق التي توفر إطلالات رائعة على نهر شط العرب.
- شارع الكورنيش: يمتد بطول 30.4 كيلومتر، وهو مكان مثالي للنزهات العائلية والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
- البنك المركزي العراقي: يقع على بعد 10.4 كيلومتر، ويعد من المعالم البارزة في المدينة بفضل تصميمه المعماري الفريد.
- شارع الكويت: يمتد لمسافة 10.2 كيلومتر، ويُعتبر من الشوارع الحيوية التي تضم العديد من المحلات التجارية والمطاعم.
- جسر التنومة الجديد: يمتد على نهر شط العرب بطول 10.9 كيلومتر، ويعتبر من المعالم الهندسية الحديثة في البصرة.
- مدينة ألعاب الكورنيش: تقع على بعد 10.5 كيلومتر، وهي مكان ترفيهي ممتاز للعائلات والأطفال، تحتوي على العديد من الألعاب والمرافق الترفيهية.
تاريخ البصرة قبل الإسلام
نشأت البصرة قبل الإسلام كواحدة من ثغور العراق المهمة، واحتضنت خليطاً من أمم شتى، منها الفرس واليونان الذين أحلهم فيها الإسكندر الأكبر، إلى جانب الهنود الذين انتشروا في أركانها. حيث نزلها العرب منذ القدم، كما سكنها أنباط غير قليلين. إذ كانت البصرة والأبلة مركزين رئيسيين للتجارة الداخلية والخارجية، يرتادها تجار العرب بشكل مستمر.
لم تكن البصرة في أيام الفرس، بل أنشأها العرب أنفسهم في العصر الإسلامي، لتكون أول مدينة عربية تُنشأ في هذا العصر. حيث أصبحت البصرة مقراً للمجاهدين والصحابة والتابعين، وكان تأسيسها بقيادة الصحابي عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليؤكد المؤرخون دورها المحوري في تاريخ العراق والإسلام.
الأسئلة الشائعة حول مدينة البصرة
ما هي ارقى مناطق البصرة؟
من أرقى مناطق البصرة حي الخليج العربي، المعروف أيضًا بـ (الجمعيات)، والذي يعد من أكبر وأجمل مناطق المحافظة. الحي مقسم إلى ثلاثة أقسام: حي الخليج العربي الأول، الثاني، والثالث، ويقع على أحد جانبي شارع بغداد، محاطًا بمنطقتي الأصمعي والحيانية (حي الحسين).
من هو الصحابي الذي بني مدينة البصرة؟
الصحابي الذي بنى مدينة البصرة هو عتبة بن غزوان، وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 14 هـ وقيل 15هـ، عند ملتقى نهري دجلة والفرات المعروف بشط العرب.
اهم ما يميز البصرة؟
أهم ما يميز البصرة هو غناها بحقول النفط المتعددة مثل حقل الرميلة، حقول الشعيبة، حقل غرب القرنة وحقول مجنون، مما يجعلها محافظة ذات أهمية كبيرة في العراق. بالإضافة إلى ذلك، تقع البصرة في سهول وادي الرافدين، ما يمنحها موقعاً استراتيجياً، فضلاً عن كونها ميناء رئيسياً يساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري للبلاد.
هل البصرة امنة؟
نعم، تُعتبر البصرة بشكل عام من المناطق الأكثر أمانًا في العراق مقارنة ببعض المحافظات الأخرى، خاصة بسبب وجود حقول النفط والشركات العالمية التي تعمل هناك. ومع ذلك، قد تتفاوت مستويات الأمان تبعًا للأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية.
في الختام، تُعد مدينة البصرة القديمة من أبرز المدن التاريخية في العراق، حيث تجمع بين تاريخها العريق وأهميتها الاقتصادية والثقافية. من تأسيسها على يد عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، إلى دورها الحيوي في التاريخ الإسلامي، تبقى البصرة شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية.
