يعد حصن أورونارتي من أبرز الحصون والأماكن الأثرية الموجودة في منطقة النوبة التابعة للجمهورية العربية والمصرية، والذي جاء بناؤه بعد التوسع المصري شمال السودان وتحديداً منطقة النوبة ويعود إلى فترة حكم الملك المصري أورونارتي.
تم بناء هذا الحصن وغيره من الحصون الأخرى نتيجة توحيد مصر السفلى والعليا، الأمر الذي استدعى من المصريين إنشاء هذا الأماكن لحماية أنفسهم من هجمات الشعوب المجاورة، والتي تم تنفيذها بشكل مكثف في عصر الدولة الوسطى.
تابع معنا هذا المقال من تورزم تريك.
نبذة تعريفية عن موقع حصن أورونارتي: غوص في التاريخ والسحر المعماري
يقع هذا الحصن في منطقة إدارية تسمى النوبة تابعة لجمهورية مصر العربية، والبعض يقول أنها تقع في منطقة فوق سطح الماء وأنشئ عليها العديد من المشاريع الأثرية، وتجدر الإشارة إلى أن أورونارتي هي كلمة نوبية وتعني (جزيرة الملك) هذه الجزيرة التي تقع جنوب الجندل الثاني شمال السودان في النيل، هذه القلعة تم تشييدها على نهر النيل في النوبة السفلى وذلك في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وذلك من قبل الحاكمين سنوسرت الأول والثالث.
وصف حصن أورونارتي: لوحة فنية معمارية في قلب الطبيعة
قلعة أورونارتي مثلثة الشكل يبلغ طولها 120 متر وعرضها 60 متر، تتوضع أعلى جزيرة صخرية واستفادت بشكل كبير من الممر الضيق لنهر النيل ضمن منطقة تحمل الآن اسم بطن الحجر، وتجدر الإشارة إلى أنها تتوافق بشكل وثيق مع التضاريس المحيطة بها إذ أنها مبنية من الطوب الطيني المجفف بالشمس، بالإضافة إلى العديد من الأساسات الحجرية المتوضعة أسفل جدرانها الخارجية مع العلم أن سمك جدارها الخارجية تصل إلى 5 أمتار وارتفاعها 10 أمتار.
نرى في الجزء الداخلي من القلعة شوارع تم رصفها بالحجارة ومباني يعتقد البعض أنها كانت مركز إداري، بالإضافة إلى ثكنات ومنزل حاكم ومخازن كبيرة للحبوب، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الثكنات كما هي موضحة الخطة الرقمية عبارة عن منازل صغيرة معروفة ضمن مستوطنات أخرى في المملكة المصرية الوسطى.
أجري على المباني الموجودة في القلعة العديد من التعديلات الجوهرية، الأمر الذي أدى لحدوث تغييرات في الإدارة والحياة الاجتماعية، تشير بعض الخزفيات التي تم أخذها من مقالب أورونارتي إلى فترات احتلال في حدثت في أواخر عصر الدولة الوسطى خلال الفترة الانتقالية الثانية.
معالم حصن أورونارتي: جوله خفية ومناظر خلابة
عُثر خارج سور الحصن على معبد حجري يعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث (ملك الأسرة الثامنة عشر) والذي كان يستولي على مساحة كبيرة من منطقة النوبة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعبد تم تكريسه لسنوسرت الثالث.
تجدر الإشارة إلى جميع الاكتشافات الأثرية الموجودة في القلعة هي من الخزف، كان حجم الفخار مرتفعاً بشكل كبير حيث أنه لم يتم تسجيل سوى الأواني الكاملة، تغطي المقالب وحفريات ويلر مساحة واسعة من جنوب القلعة، بالإضافة إلى ذلك تم إيجاد أنواع سيراميك بارزة تدل على توفير الحامية في العديد من مواقع الدولة الوسطى، كما توجد أواني طهي نوبية.
أما فيما يتعلق بالمكتشفات المنقوشة نجد طبعات الأختام التي تعكس الأنشطة الإدارية والفخار وطوابع الطين واللوحات وشظايا البردي، كما تضم مختلف أجزاء ورق البردي مجموعة من الأحرف بعدد قليل إلا أنها غير مقروءة بشكل واضح
في هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى لوحة الحدود لسنوسرت الثالث المصممة من الحجر الرملي البني والتي يبلغ ارتفاعها 1,5 متر وعرضها 0,80 متر
الأنشطة السياحية في حصن أورونارتي: تجارب ممتعة لا تُنسى
إذا كنت ترغب في زيارة هذا الحصن يمكنك القيام بالعديد من الأنشطة التي ستمنحك الكثير من المتعة والفائدة، وفيما يلي سنذكر لك أبرز هذه الأنشطة:
- استكشاف الآثار المحيطة بهذا الحصن بما فيها تلك التماثيل والنقوش التي تعود إلى عصر الملك أورونارتي.
- القيام بالعديد من الجولات السياحية التي تنظمها الشركات السياحية، الأمر الذي يتيح أمامك فرصة التعرف على ثقافة وتاريخ مصر القديم.
- هذا الحصن مكاناً مثالياً لالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية المذهلة وذلك لما تحيط به من مناظر طبيعية وهندسة معمارية مذهلة.
- التجول في المناطق المحيطة بالحصن.
- معرفة ثقافة سكان المنطقة والتفاعل معهم من خلال تجربة العادات والتقاليد الموجودة فيها.
- قضاء أوقات ممتعة من الاسترخاء والتأمل في ماضي مصر العريق.
- حضور بعض الاحتفالات أو الفعاليات الثقافية التي تقام في المنطقة.
موقع FC: نبذة تعريفية
في إطار الحديث عن حصن أورونارتي لا بد من أن نذكر موقع FC الذي يقع جنوب أسوار القلعة على بعد 250 متر، تم اكتشاف هذا الموقع في عام 2012 كما تم التنفيب عنه بشكل جزئي في العامين 2013 و2015، على الرغم من أنه معاصر للحصن إلا أنه مختلف عنه بشكل كبير.
يقع FC في منطقة تلين منخفضين على مقربة من الشاطئ، كشفت عمليات التنقيب عن إيجاد بقايا أكواخ مبنية من الحجر الجاف المحلي، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه الأكواخ كانت عبارة عن غرف فردية والآخر شكلها دائري أو نصف دائري يتراوح قطرها بين 2,5 و4 أمتار ومساحتها 2000 م مربع، إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أنه كان ممتد على طول الشاطئ الشرقي للجزيرة.
نرى في هذا الموقع كوخ محفور فيه موقد ومصراع رياح تم وضعه بهدف حماية سفن التخزين الكبيرة، كما تم اكتشاف العديد من الخزفيات وهي تجميع منزلي للفخار المصري الذي كانت تملكه الأسرة الثانية عشرة ولوحظ وجود دلالات على الكسر والتآكل بدرجة تزيد عن التآكل الذي تعرض له فخار القلعة.
في الختام نكون قد تعرفنا على حصن أورونارتي من حيث الموقع والوصف والمعالم وأبرز الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها، لذا إذا كنت ترغب في الذهاب برحلة سياحية تحمل لك الكثير من المتعة والفائدة في آن واحد لا تنسى زيارة هذا الحصن الغابر في القدم.