تعد الكنائس في حمص من المزارات الدينية التي يقصدها العديد من الزوار من جميع أصقاع الأرض حيث تندرج هذه الزيارات تحت مسمى السياحة الدينية في سوريا، والتي كان لها الدور الكبير في نشر الحب والتسامح بين مختلف الطوائف الدينية ناهيك عن الدعم الذي تقدمه للإرتقاء بالواقع السوري نحو الأفضل.
تعتبر سوريا من البلدان العربية التي لها مكانة خاصة عند السياح العرب والأجانب نظراً لما تملكه من خصائص ومميزات فريدة جعلتها من البلدان العربية التي يقصدها السياح للتمتع بمناخها المعتدل ورؤية المناظر الطبيعية الخلابة وممارسة العديد من النشاطات والفعاليات السياحية التي تقام لتعريف الزوار عن حضارة وتاريخ هذه البلاد.
تابع معنا هذا المقال من تورزم تريك.
نبذة تعريفية حول الكنائس في حمص: بين التراث والعراقة
احتضنت محافظة حمص العديد من الكنائس التي كان لها أثر كبير في نشر التعاليم المسيحية وإضفاء مشاعر الحب والوئام بين الطوائف المسيحية والإسلامية على حد سواء، بالإضافة إلى ذلك تقوم الكنائس بتقديم المساعدات المادية والمعنوية للأشخاص الذين هم بحاجة لمثل هذه المساعدات حيث أنها تساعد المرضى في تأمين العلاج الأمثل لهم كما تساعد الطلاب في إكمال تحصيلهم العلمي وغيرها الكثير من المساعدات، سنقدم لكم الان شرح مبسط عن بعض الكنائس في حمص:
1- كنيسة أم الزنار: ملاذ روحي وكنز أثري
الموقع: تقع كنيسة أم الزنار في منطقة بستان الديوان، الحميدية، في محافظة حمص، تتبع هذه الكنيسة الانتماء الديني للكنيسة السريانية الارثوذكسية.
الوصف: تعتبر كنيسة أم الزنار أقدم كنيسة في سوريا وهي من أقدم الكنائس في العالم، تسمى أيضاً كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار حيث أنها سميت بهذا الأسم نظراً لوجود زنار ثوب السيدة مريم العذراء فيها، وهي من الكنائس الأثرية التاريخية التي تعود للقرن الأول.
كانت الكنيسة في أواسط القرن العشرين مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس لتغدو بعد انتقال الكرسي البطريركي إلى العاصمة دمشق مقر أبرشية حمص وحماه للسريان الأرثوذكس، كما دعيت أيضاً هذه الكنيسة بالكنيسة المريمية، تشتهر هذه الكنيسة بالنمط المعماري المميز حيث استخدم الحجر البازلتي الأسود في بناء جدران وقناطر الكنيسة، يتواجد تحت الكنيسة الحالية كنيسة تاريخية تعتبر من أقدم الكنائس في العالم.
بالإضافة إلى ذلك يتواجد بالقرب منها بئر ماء بعمق 20 متر ومكان خاص يعرض فيه زنار السيدة مريم العذراء، حيث يتم في كل عام وتحديداً في 15 أغسطس نقل هذا الزنار والتجول به في الشوارع المجاورة للأحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء.
شهدت الكنيسة العديد من أعمال الترميم والتي كان أكبرها أواخر القرن 19، ومن ثم في عام 1953 أيام البطريرك إغناطيوس أفرام الأول برصوم، بالإضافة إلى أن الحكومة السورية تقوم بأعمال ترميم لها للمحافظة عليها وهي الآن مقر المطرانية السريانية ومركز حج للعديد من الزوار المؤمنين.
أهم الأنشطة السياحية في كنيسة أم الزنار:
- التجول في أرجاء الكنيسة والتعرف على التصميم العمراني الفريد الذي يتميز بأنه تابع للعمارة البيزنطية.
- التقاط الصور التذكارية بجانب الشواهد المميزة في الكنيسة مثل القناطر الحجرية.
- مشاهدة زنار السيدة مريم العذراء في المكان المخصص له.
- المشاركة في احتفالية الكنيسة في عيد انتقال السيدة مريم العذراء في 15 أغسطس في كل عام.
- التمتع بالمأكولات الشعبية التي تقدمها المطاعم المجاورة لكنيسة أم الزنار.
- المشاركة في إشعال الشموع في الكنيسة.
2- كنيسة مار جرجس ( الكيمة ): منارة الإيمان والثبات
الموقع: تقع هذه الكنيسة في قرية الكيمة التابعة لمنطقة وادي النصارى في محافظة حمص، حيث كانت هذه الكنيسة الشاهد الأبرز الذي يتحدث عن ماضي وحاضر القرية، وهي أيضاً من أقدم الكنائس في حمص.
الوصف: تتوضع الكنيسة على قمة تلة لذلك تراها مشرفة على قرية الكيمة وعلى أغلب قرى وادي النصارى، يعود بناء هذه الكنيسة إلى الفينيقيين الذين قاموا ببناء معبدهم الأول لكي يراه كل من في القرية وبقيت في مكانها حتى وقتنا هذا، تتصف جران الكنيسة بأنها مبنية من الحجر الأسود البازلتي المنتشر في المنطقة بشكل كبير، حيث بلغت سماكته حوالي المترين، بينما السقف كان من الطين والتبن والحجارة بطريقة العقد حيث تشتبك جميع الحجارة مع بعضها و ترتبط ارتباط وثيق وهذا كان أسلوب البناء المنتشر في تلك الحقبة الزمنية.
تحتوي الكنيسة القديمة معالم أثرية كثيرة منها الهيكل الذي تم بنائه من الخشب والذي يعود تاريخ صنعه إلى ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى الكثير من الأيقونات القديمة التي لم يعرف تاريخها بشكل واضح، حيث أن عمرها يزيد عن الألف عام لذلك كانت من أقدم الكنائس في حمص.
تهدم الكنيسة سبب ضياع عدد كبير من الآثار والأيقونات حيث أن مجمل ماتبقى منها أيقونتين وضعتا في الكنيسة، بالإضافة إلى ذلك يوجد في ساحتها الكثير من الحجارة الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي حيث تم وضع الكثير منها في حائط الكنيسة القديمة.
أهم الأنشطة السياحية في كنيسة مار جرجس:
- التجول في أرجاء الكنيسة ومشاهدة الهندسة المعمارية الفريدة التي تميزت بها هذه الكنيسة.
- التقاط الصور التذكارية بجانب العلامات المميزة في الكنيسة.
- مشاهدة الآثار والأيقونات المتبقية والتي يتم الحفاظ عليها بشكل آمن.
- الاستماع إلى الدليل السياحي وهو يروي القصص الشعبية التي تناقلتها الأجيال.
- إشعال الشموع والدعاء للعائلة والأصدقاء.
- المشاركة في المعارض المقامة في الكنيسة ومشاهدة تراث وحضارة المنطقة.
- التمتع بالمأكولات الشعبية التي توفرها المطاعم القريبة من الكنيسة.
يتواجد في محافظة حمص أيضاً عدد من الكنائس التي قامت بلعب دور كبير وهام في المجتمع السوري ومن بينها:
- كنيسة مار شربل في الأرمن.
- أبرشية مار مارون في حمص.
- كنيسة مار الياس في عين الراهب.
- دير وكنيسة القديس بطرس في مرمريتا.
- كنيسة رقاد السيدة للروم الكاثوليك في كفرا، حمص.
- كنيسة سيدة النجاة في زيدل، حمص.
أسئلة شائعة حول الكنائس في حمص: إجابة واضحة لأبرز التساؤلات
ما هي اقدم كنيسة في سوريا؟
تعد كنيسة أم الزنار أقدم كنيسة في سوريا وهي من أقدم الكنائس التاريخية في العالم.
كم عدد كنائس في سوريا؟
تحتوي الجمهورية العربية السورية حسب أخر الاحصائيات على حوالي 800 كنيسة موزعة على كامل أراضيها، حيث يتواجد فيها عدد كبير من الكنائس التي صنفت من بين أقدم وأشهر الكنائس في العالم.
كم عمر كنيسة ام الزنار؟
يعود تاريخ بناء الكنيسة إلى عام 59 لذلك تعد أقدم كنيسة في سوريا.
في النهاية، إن زيارة الكنائس في حمص من الأنشطة السياحية الفريدة التي ستحظى بتجربتها عند قدومك إلى سوريا، ستشعر فيها بالكثير من الراحة والطمأنينة، وستحصل كذلك على الكثير من المعلومات التي تزيد ثقافتك الشخصية حول تاريخ الكنائس والحضارات التي مرت عليها، لا تتردد في زيارتها وكن على ثقة بأنها ستكون من أجمل رحلات السياحة لديك.
