تعد مدينة وادان واحدة من المدن التاريخية الأثرية التي تشتهر بها موريتانيا، تقع هذه المدينة أعلى هضبة آدرار وبالتحديد على بعد 170 كم إلى الشرق من مدينة أطار في ولاية آدرار، تحتوي هذه المدينة على الكثير من واحات النخيل، وقد ازدهرت بشكل كبير في القرن السادس الهجري.
يزور هذه المدينة العديد من السياح من جميع أصقاع الأرض للتمتع بالمعالم الأثرية والتاريخية التي تروي الكثير من القصص عن تاريخ هذه المدينة الحافل، وقد صنفت هذه المدينة بما تحتويه من تلك المعالم السياحية ضمن التراث العالمي لليونسكو.
إذا كنت من المهتمين بالمدن الأثرية والتاريخية وتريد زيارة هذه المدينة تابع معنا هذا المقال من تورزم تريك ليكون لك الدليل السياحي الذي تحتاجه.
أهم المعلومات عن تاريخ مدينة وادان:
تعد مدينة وادان من أشهرالمناطق السياحية في موريتانيا، يعود تأسيس مدينة وادان إلى القرن السادس الهجري وبالتحديد إلى عام 536 هجري حيث تم تأسيسها حسب الروايات الشعبية إلى ثلاث رجال صالحين قاموا بإيجاد قدر على سفح الجبل المطل على المدينة حالياً وكانوا قد اتفقو على الاستقرار في هذه المنطقة بعد عودتهم من الحج.
لكن الروايات التاريخية الموثقة علمياً قالت بأن مؤسس المدينة هو الحاج عبدالله الحاج شيخ قبيلة أد الحاج والني لازالت حتى وقتنا هذا تقطن المدينة، قام الحاج ببناء وتأسيس المدينة والسور الذي يحيط بها منذ عام 540 هـ حتى عام 547هـ.
أهم معالم السياحة في وادان: رحلة إلى قلب التاريخ الموريتاني
سنتحدث الأن عن بعض الجوانب التي تهمك أثناء زيارتك مدينة وادان كمايلي:
1- سور مدينة وادان: حصن التاريخ وحامي المدينة القديمة:
يأتي موقع المدينة في طريق القوافل المتواجد في الصحراء العربية الكبرى، لذلك كان هذا الموقع الأثر الكبير لازدهار المدينة وغناها، لكن في نفس الوقت تسلطت العيون عليها فماكان من الغزاة إلا الذهاب إليها وسلب الناس جميع ممتلكاتهم.
شجع هذا الوضع الناس إلى بناء سور هدفه حماية المدينة من الغزاة الطامعين بخيرات المدينة وفعلاً قاموا ببناء السور حول المدينة، الذي أخذ الشكل الدائري حيث كان يتدرج من أعلى الجبل إلى أسفله وهذا ماسهل عملية البناء.
يبلغ سمك حائط السور حوالي متر ونصف وارتفاعه 4 أمتار في الأماكن البعيدة من الباب أما في المناطق البعيدة يبلغ حوالي الضعف، استخدمت الحجارة والطين في البناء بالإضافة إلى مواد أخرى أتو بها من فاس والقيروان.
2- أبواب مدينة وادان: مداخل التاريخ وصروح الحضارة الصحراوية:
تملك المدينة 4 بوابات من الجهات الأربعة حيث كانت أكبر البوابات من جهة الشرق وتدعى فم المبروك ومن الغرب فم القصبة أما من الجهة الشمالية والجنوبية فكانت تشكل مداخل ومخارج للحيوانات وأصحاب المشاغل من سكان المدينة.
كان لبوابة الشرق فم المبروك حرس خاص ولباس يميزهم عن غيرهم يتم انتقاؤهم من الأقوياء ولهم قائد، وأكثر ما يميز هذه الأبواب طريقة فتحها وإغلاقها والتي تتمثل بالطبل الخاص بكل باب وبعدد معين من القرعات إيذاناً بفتحها أو إغلاقها.
3- شارع الأربعين عالماً:
يعد هذا الشارع من أهم المعالم الأثرية والسياحية في مدينة وادان حيث يطل عليه 40 دار وكل دار منها يعرف مالكه الأصلي وتاريخ وفاته، لذلك شكل رمز من التراث الإنساني للمدينة والشاهد الحي للنهضة العلمية والازدهار الثقافي الذي شهدته المدينة.
عند المرور بهذا الشارع الذي يقع بين المسجد العتيق والجديد سنجد العلماء والطلاب الذين يدرسون الفقه الإسلامي أو يرددون القصائد والمدائح في نبي الله محمد (ص) وخصوصاً في ذكرى مولده الكريم، يبلغ طوله مئات الأمتار وعرضه يتراوح بين المتر وفي بعض المناطق يصل إلى 3 أمتار.
4- ضريح الرحالة والعلامة الجليل الطالب أحمد ولد اطوير الجنة:
يعد هذا الرحالة من أشهر علماء مدينة وادان ورمز عظيم من رموزها يأتي السياح لزيارة الضريح للتبرك والاستكشاف، يقع الصريح داخل منزله الكائن في المدينة القديمة بالقرب من المسجد العتيق، ويعتبر كتابه الشهير رحلة المنى والمنة من مصادر التاريخ والأدب في بلاد شنقيط وغيرها حيث لبث في تأليفه حوالي 5 سنوات وهي مدة الرحلة التي قام بها العلامة.
5-مكتبات مدينة وادان: كنوز المخطوطات وذاكرة الحضارة الإسلامية:
تعرضت المكتبات القديمة في مدينة وادان لتهالك أبنيتها نتيجة الظروف الجوية السائدة من ارتفاع الرطوبة وغيرها بالإضافة إلى هجرة السكان نتيجة الآفات الضارة التي حلت بهم والتي تزامنت مع توقف تجارة القوافل وازدهار التجارة البحرية.
تعود ملكية المكتبات للأسر القديمة التي كانت تسكن المنطقة في تلك الحقبة الزمنية، وتحتوي هذه المكتبات على مخطوطات نادرة يعود عمرها إلى 8 قرون ومن بين هذه المكتبات :
- مكتبة آل محمد السالك.
- مكتبة آل الكتاب.
- مكتبة آل أحمد شريف.
- مكتبة آل عيد.
https://tourismtrek.com/%d8%af%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%83-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a3%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83/
6- مدينة وادان الحديثة: توازن بين التراث العريق والتطور العصري:
مدينة وادان تنقسم إلى قسمين، القسم الأول وهو المدينة القديمة حيث تتواجد أكثر نلك المعالم الأثرية والسياحية والتي قامت الحكومة الموريتانية مؤخراً بالبدء بترميم هذه المعالم وإعادة إعمارها لتكون من بين المدن السياحية الأثرية في العالم، والقسم الحديث والذي يضم فيه المباني الإدارية والسكان الحاليين الذين قاموا بتأسيس العديد من الحرف والصناعات لديهم.
تعد صناعة ومعامل مشروبات وادان من أشهر تلك المعامل حيث بمجرد أن تكتب وادان عصير أو وادان توتوعلى محركات البحث ستظهر لك تلك الصناعة الفاخرة التي تعتمد على عصر الفواكه الطازجة ووضعها في أواني خاصة وتصديرها إلى الكثير من البلدان العربية والعالمية، ستشعر بمذاق لا مثيل له عند تذوقك مشروبات وادان الشهيرة.
الأسئلة الشائعة حول مدينة وادن
في بعض الأحيان يقوم البعض بالسؤال عن مدينة أثرية في موريتانيا من 5 حروف ليكون الجواب هو وادان، والبعض الأخر يتسائلون عن بعض النقاط الأخرى مثل:
لماذا سميت موريتانيا بالمرابطين
قامت الحكومة الموريتانية بالإعلان عن إسم المرابطون لإطلاقه على القصر الجديد في إشارة إلى موطن تأسيس الدولة المرابطية التي حكمت مناطق واسعة من أفريقيا.
متى تأسست مدينة ودان؟
تأسست مدينة وادان في عام 536 هـ على يد ثلاث رجال صالحين بعد عثورهم على قدر في الجبل الذي يطل على المدينة في الوقت الحالي، لذلك قاموا ببناء المدينة بعد عودتهم من الحج.
كم عدد المدن التاريخية في موريتانيا
يبلغ عدد المدن التاريخية في موريتانيا 3 مدن وهي وادان وشنقيط وتيشيت وهي المدن الشاهدة على عراقة وأصالة موريتانيا.
باختصار، تحتوي مدينة وادان معالم سياحية وتاريخية تدل على عراقة وأصالة موريتانيا فهي تسطر تاريخ هذه المنطقة. فهي المدينة التي كانت تعج بتجارة القوافل والنشاط العلمي والازدهار الثقافي والذي دل عليه المخطوطات الأثرية التي تم العثور عليها، لاتتردد في السفر إلى هذه المدينة وتمتع بأجمل الأوقات فيها.