تعتبر مدينة شنقيط واحدة من أهم المدن التاريخية والسياحية التي اشتهرت بها موريتانيا، تقع هذه المدينة في الشرق من ولاية أدرار، تأسست في القرن الثاني الهجري فهي المدينة التاريخية التي عاشت فترة زمنية مزدهرة قبل أن تسقط وتدفن في الصحراء.
عادت الحياة إلى هذه المدينة لتشكل المدينة الحالية في عام 1262م لتكون بذلك منطلق قوافل الحجاج المتجهة نحو مكة المكرمة سالكة الطريق عبر مصر والسودان لتقوم بذلك بإنشاء علاقات ثقافية وتجارية مع البلدان العربية والإسلامية.
إذا كنت من محبي المدن التاريخية والسياحية وتريد وجهة سياحية ممتعة تعود بها إلى الماضي الجميل لتعانق التاريخ الأصيل لتلك المناطق، ابقى معنا في هذا المقال من تورزم تريك لنتعرف سوياً على أبرز التفاصيل عن هذه المدينة الرائعة.
أهم المعلومات عن مدينة شنقيط:
كانت مدينة شنقيط واحدة من المدن التي تعج بالحركة الثقافية والتجارية حيث شهدت منذ القرن 10هـ نهضة ثقافية شاملة لكن أهلها لم يدونوا ويكتبوا أحداثها، اندثرت هذه المدينة بعد فترة من الزمن لتعود لتنهض لتشكل بذلك المدينة الحالية بما تحويه من كنوز التراث المنسي ولازالت تقاوم الظروف الصعبة التي تمر بها.
معنى كلمة شنقيط يعود إلى نوع من الأواني الخزفية ويسمى الشقيط كانت هذه المدينة تنتجه وبعض الروايات الأخرى تقول بأن معنى كلمة شنقيط أمازيغي ومعناه عيون الخيل وهذا يدل على نسب الشناقطة، تعد مدينة شنقيط من أشهر المناطق السياحية في موريتانيا، اشتهرت هذه المدينة بالواحات الكثيرة لذلك كانت نقطة تجمع القافلات لتزدهر بها التجارة كما أن قافلات الحج كانت تجتمع بها لتشكيل قافلة واحدة ينطلقون بها لأداء فريضة الحج لذلك سني سكان هذه المنطقة الشناقطة.
اللغة الرسمية في مدينة شنقيط هي اللغة العربية الحسانية التي جاء بها قبيلة بني حسان قبل 6 قرون، اعتنق أهلها الإسلام وقاموا بتجسيد روح الإسلام من خلال البطولات العربية ما قبل الإسلام ومع ذلك لم يكن للسلالة دور فعال في بلورة البيئة السكانية الإجتماعية.
أهم معالم السياحة في شنقيط
سنتحدث الآن عن بعض المعالم السياحية التي قد تهمك أثناء زيارتك لهذه المدينة المذهلة كالتالي:
1- المسجد القديم في مدينة شنقيط:
يجسد هذا المسجد معلم من المعالم المميزة منذ القرن 13 والذي يجسد نمط العمارة الإسلامية الصحراوية والنموذج المزدهر للتراث الإسلامي، يتميز المسجد بالمنارة الحجرية المربعة وأصبحت صورها تعبر عن الهوية الموريتانية الإسلامية والتاريخية.
وتصنف اليونسكو شنقيط موقعاً للتراث العالمي بالإضافة إلى مدن موريتانية أخرى مثل وادان و تيشيت وولاتة، وذلك لأن هذه المدن كانت ولازالت الشاهد الحي على الثقافة البدوية والتجارة في الصحراء منذ العصور الوسطى القديمة والتي كانت مزدهرة تضم حياة دينية وثقافية غنية استطاعت الحفاظ على الشكل المعماري لها منذ 7 قرون.
2- مكتبات مدينة شنقيط:
ازدهر العلم والثقافة الإسلامية والآداب في مدينة شنقيط ودل على ذلك المخطوطات القديمة التي تم الحفاظ عليها في تلك المكتبات والتي كانت في أغلب الأحيان مكتبات أهلية تتوارثها العائلات عبر أجيالها للحفاظ على الكنوز القيمة التي تحتويها والتي تجذب العديد من الكتاب والمؤرخين من جميع أصقاع الأرض لدراسة التراث الثقافي للإسلام في غرب أفريقيا.
ويضم فهرس المعهد الموريتاني للبحث العلمي 3968 مخطوطاً موزعاً على 20 مكتبة في المدينة، من أبرز المكتبات مكتبة أهل أحمد شريف التي تضم 1302 مخطوط، ومكتبة أهل حبت التي تضم 117 مخطوط قديم ومكتبة أهل أحمد محمود ومكتبة أهل حامن وغيرها إضافة إلى المكتبة الموجودة في مسجد شنقيط.
علماء شنقيط
اشتهرت مدينة شنقيط بكثرة العلماء فيها وسموهم في تلك الحقبة الزمنية علماء شنقيط والذي كان لهم الدور الكبير في الازدهار الثقافي ومن بين هؤلاء العلماء نذكر:
- الإمام الحضرمي.
- محمد بن أبي بكر الحاجي الوداني.
- الحاج الحسن ولد عبدي.
- منيرة بن حبيب الله.
- محمد بن سعيد اليدالي.
- خديجة بنت العاقل.
- أحمد البدوي المجلسي.
- عبد الله بن أحمد الشنقيطي الحوضي.
- الطالب أحمد بن محمد راره.
- والد بن خالنا.
وغيرهم الكثير من العلماء حيث كانت لهم العديد من القصائد والكتب عن بلاد شنقيط pdf التي حفظت في تلك المكتبات وغيرها وكان لها دور كبير في نشر الفكر الإسلامي والثقافي وعبرت بشكل واضح عن النمو الثقافي لتلك المنطقة في تلك الحقبة الزمنية.
بالإضافة إلى ذلك تحتوي المدينة الحالية على العديد من المعالم السياحية التي يمكن زيارتها كالمطاعم والمقاهي والمنتزهات والحدائق والمتاحف التي تضم تاريخ شنقيط.
نساء مدينة شنقيط:
اشتهرت نساء شنقيط بالجمال والأناقة حيث كانوا يلبسون مما يصنعون، لذلك اشتهرت صناعة النسيج والتطريز لديهم ناهيك عن المجوهرات التقليدية التي كانوا يتزينون بها، وكان رجال شنقيط يقدمون الإحترام والتقدير لنساء شنقيط نظراً للقوة والإبداع في تحمل المسؤوليات والوقوف إلى جانب الرجل في جميع أعباء الحياة اليومية.
كما احتلت نساء شنقيط فيما بعد المكانة المرموقة سواء في حياتها اليومية أو في أماكن أخذ القرار حيث تراها في الوزارات والجامعات وغيرها، وإن أكثر مايميز نساء شنقيط وخصوصاً الشاعرات أن أغلب الشعر كان عن وصف الرجل والتغزل به وهذا يدل أيضاً على مكانة الرجل المرموقة عندها.
ما هي قصة مقولة يا لك من شنقيط؟
تعود قصة مقولة يا لك من شنقيط هي الجملة التي قيلت في فيلم إسماعيل يس في الأسطول والذي قالها الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم للشاويش عطية والتي جاءت لأنه لم يفهم معنى الكلام لأنه كان يتحدث بالفصحى.
ولكن الكثير لم يعلموا أن الشناقطة هم أكثر سكان الأرض حفظاً فهم فهم خزانة علوم المسلمين حتى الآن حيث أن الشخص منهم يحفظ الكتب الستة والمذاهب وخاصة المالكية
وشروحها وكتب الآداب والقاموس المحيط ولسان العرب وغيرها الكثير من مئات المجلدات والتاريخ يشهد على ذلك.
الأسئلة الشائعة حول مدينة شنقيط
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض التساؤلات عن مدينة شنقيط الموريتانية لما تتميز به من غنى ثقافي ومعالم أثرية وسياحية ومن بينها مايلي:
اين تقع شنقيط
تقع مدينة شنقيط في الشرق من ولاية أدرار، تشتهر ببعض المعالم السياحية مثل المسجد القديم والمكتبات التي تضم المجلدات والمخطوطات القديمة .
لماذا سميت موريتانيا بلاد شنقيط؟
سميت موريتانيا بلاد شنقيط نسبة إلى مدينة شنقيط التي كانت مركز انطلاق قوافل الحج إلى مكة بالإضافة إلى كثرة العلماء فيها والذي كان لهم دور كبير وفعال في ازدهار وشهرة تلك المنطقة.
ما هي الدوله التي كانت تسمى شنقيط؟
موريتانيا هي الدولة التي سميت بلاد شنقيط.
ما هو اصل الشناقطة؟
الشناقطة هم من القوم الأمازيغين والتي تعني عيون الخيل.
هل الشناقطة عرب:
تحتوي المدينة على ثلاث فئات وهم سعوديون متجنسون، موريتانيون مقيمون، إماراتيون بالتجنس والمقيمون هم الفئة الكبرى في المجتمع.
ما هو تاريخ شنقيط؟
تأسست المدينة عام 777 م.
باختصار تحمل مدينة شنقيط عراقة وتاريخ الحضارة الموريتانية، مع المعالم الأثرية والتاريخية التي تتواجد فيها والتي كان لها الدور الأكبر في ازدهار المدينة، إضافة إلى وجود بعض المرافق السياحية التي تقدم خدماتها للسياح الأجانب والعرب والتي تجعلها أحد الوجهات المثالية.