استكشف سحر قلعة عجلون الأثرية في الأردن، تلك الجوهرة التاريخية التي تقف شامخة على مر العصور. تخيل نفسك وأنت تسير في أروقة هذه القلعة التي بنيت بأمر من القائد الأيوبي صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر، لتكون حصناً منيعاً ضد الغزاة الصليبيين. فعندما تقف على أسوارها، ستُبهر بالإطلالات البانورامية الساحرة التي تكشف عن جمال الطبيعة الخلابة المحيطة بها. ولكن قلعة عجلون ليست مجرد موقع تاريخي، بل هي متحف حي يروي قصصاً من الماضي عبر مقتنياتها الأثرية الثمينة. انضم إلينا في مقال اليوم من موقع تورزم في رحلة عبر الزمن لتكتشف كيف كانت هذه القلعة تلعب دوراً محورياً في حماية المنطقة، ولماذا تعتبر اليوم واحدة من أهم المعالم السياحية في الأردن.
وصف قلعة عجلون بالانجليزي Ajlun Castle
اكتشف قصة قلعة عجلون، المعروفة أيضاً بقلعة صلاح الدين، وهي معلم تاريخي بارز يقع في مدينة عجلون بالأردن. حيث بنيت هذه القلعة في عام 1184 م (580 هجري) على يد القائد الأيوبي عز الدين أسامة، لتكون حصناً استراتيجياً على قمة جبل عوف، المشرف على أودية كفرنجة وراجب واليابس. كما تميزت قلعة عجلون بموقعها الاستراتيجي الذي كان يسيطر على طرق المواصلات بين سوريا وجنوب الأردن، ويهدف إلى رصد تحركات الصليبيين ومنع توسعهم في المنطقة.
كانت القلعة نقطة ارتكاز لحماية خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز، وتسيطر على منطقة تمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت. بجانب دورها العسكري، كشفت الحفريات الأثرية عن بقايا كنيسة بيزنطية قديمة، مما يضيف إلى غنى تاريخها.
كما تضم القلعة أربعة أبراج رئيسية، دهاليز ضيقة، وقاعات فسيحة كانت تُستخدم منامات للجنود واسطبلات للخيول، مما يعكس تصميمها الدفاعي المتين. أما اليوم، فتُعد قلعة عجلون وجهة سياحية مميزة، حيث يقصدها الزوار لاستكشاف تاريخها والتمتع بالإطلالات البانورامية الخلابة على المنطقة المحيطة. فما هي قصة قلعة عجلون؟ ببساطة هذه القلعة تحكي تاريخاً طويلاً من الصمود والتحدي في وجه الغزاة.
قلعة عجلون الأثرية
مميزات قلعة عجلون في الأردن
تتميز قلعة عجلون في الأردن بعدة مميزات تجعلها موقعاً تاريخياً وسياحياً فريداً من نوعها ألا وهي:
- الموقع الاستراتيجي: تقع القلعة على جبل بني عوف بالقرب من مدينة عجلون، مما يمنحها إطلالات بانورامية على أودية كفرنجة وراجب واليابس.
- الغرض الدفاعي: بُنيت القلعة لمواجهة حصن كوكب الهوى ورصد تحركات الفرنجة، مما يؤكد أهميتها الاستراتيجية في تلك الفترة.
- القيمة الاقتصادية: سيطرت القلعة على مناجم الحديد التي اشتهرت بها جبال عجلون، مما أضاف إلى قيمتها الاقتصادية.
- التصميم العسكري المتقن: زُودت القلعة بأبراج مربعة عند زوايا البناء، وفتحت في جدرانها السميكة حلقات السهام للدفاع.
- الحماية المنيعة: أُحيطت القلعة بخندق عميق يتراوح عمقه من 12 إلى 15 متراً، ليكون حاجزاً منيعا يصعب تجاوزه.
- التطوير المستمر: تمت إضافة أجزاء جديدة إلى القلعة في عهد الولاة والحكام الذين قاموا بإدارة شؤون المنطقة، مما يعكس التطوير المستمر للقلعة عبر العصور.
سبب بناء قلعة عجلون الأثرية
تُعد قلعة عجلون الأثرية من أبرز القلاع التاريخية التي بُنيت لعدة أسباب استراتيجية. فما أسباب بناء قلعة عجلون؟ أُقيمت القلعة على يد القائد العسكري الأيوبي عز الدين أسامة بن مسلم بن النعمان، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي، في عام 1184م (580 هـ). كان الهدف من بنائها تحقيق عدة أهداف استراتيجية وعسكرية رئيسية وهي:
- السيطرة الاستراتيجية: بُنيت قلعة عجلون على قمة جبل بني عوف، مما أتاح لها السيطرة على المنطقة المحيطة والمعابر الرئيسية مثل وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان. ساعدت هذه السيطرة في رصد تحركات الصليبيين ومنع توسعهم في المنطقة.
- حماية المناجم والثروات الطبيعية: كانت جبال عجلون معروفة بوجود مناجم الحديد، خصوصاً في منطقة مغارة وردة. بناء القلعة ساهم في حماية هذه المناجم واستغلالها بشكل أمثل بعيداً عن أي تهديد خارجي.
- الحفاظ على خطوط المواصلات والحج: حمت القلعة الطرق التجارية بين دمشق وشمال سوريا وبلاد الشام، كما ضمنت سلامة خطوط الحج بين بلاد الشام والحجاز، مما جعلها نقطة ارتكاز حيوية لحماية المسافرين والتجار.
- الدفاع والمراقبة: بفضل موقعها المرتفع وتصميمها المحكم، وفرت القلعة إطلالة واسعة على المناطق المحيطة بها، بما في ذلك وادي الأردن ومنطقة غور الأردن والبحر الميت. كانت الأبراج والأسوار والأبواب المحصنة تجعل من الصعب اقتحامها.
الأسئلة الشائعة حول قلعة عجلون
كم يبلغ عمر قلعة عجلون؟
يبلغ عمر قلعة عجلون حوالي 840 عامًا، حيث تم بناؤها في عام 1184م (580 هـ).
اجمل ما قيل عن قلعة عجلون؟
أجمل ما قيل عن قلعة عجلون جاء على لسان الرحالة الشهير ابن بطوطة، حيث قال: «ثم سافرت منها الى مدينة عجلون، وهي مدينة حسنة، لها أسواق كثيرة وقلعة خطيرة، ويشقها نهر ماؤه عذب».
ماذا يوجد في قلعة عجلون؟
تحتوي قلعة عجلون، أو قلعة صلاح الدين، على مجموعة من العناصر التاريخية والمعمارية البارزة:
- البناء والعمارة: قلعة مصممة على شكل شبه مربع، بأربعة أبراج وكل برج يتكون من طابقين. بعد معركة حطين، أضيف برجان إضافيين بجانب مدخل القلعة.
- الدهاليز والممرات: تتميز بالدهاليز الضيقة والقاعات الفسيحة التي كانت تُستخدم كمنامات للجند وإصطبلات للخيول، بالإضافة إلى آبار كبيرة لجمع المياه.
- متحف آثار عجلون: افتُتح عام 2003 ويحتوي على قطع أثرية متنوعة من العصور التاريخية المختلفة، بما في ذلك نقوش عربية وقنابل نارية وأوانٍ فخارية.
- معرض الصور: يعرض صوراً لمداخل القلعة وجدرانها الداخلية والخارجية والجسر المحاذي والمناظر الطبيعية المحيطة بها.
في الختام، تُعتبر قلعة عجلون الأثرية رمزاً للعبقرية الهندسية والاستراتيجية العسكرية التي ميزت حقبة الأيوبيين. حيث تجمع القلعة بين جمال الموقع الطبيعي وتاريخها العريق، مما يجعلها وجهة سياحية لا تُضاهى. لذلك فإن زيارة القلعة تُعد تجربة غنية تعكس الروح التاريخية والحضارية للأردن.
المصادر: