تعد لال قلعة أو كما تُعرَف باسم الحصن الأحمر (Red Fort) من أبرز القلاع التاريخية الموجودة في دلهي القديمة وأحد المعالم الأثرية التي يقصدها السياح عند زيارتهم الهند لقضاء رحلة سياحية غنية بالمعارف الجديدة، حيث تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
جاء بناء هذه القلعة بأمر من الإمبراطور شاه جهان وذلك في 12 مايو عام 1638 عقب قراره بنقل العاصمة من منطقة أجرا إلى دلهي، وتجدر الإشارة إلى أن تصميم هذا الحصن كان على يد المهندس المعماري أحمد لاهوري الذي جمع بين التقاليد الهندية والعمارة الفارسية للقصر.
تابع معنا هذا المقال من تورزم تريك .
استكشاف قلعة لال: بوابة إلى الماضي والحاضر
جاء اسم القلعة الحمراء في الهند من ترجمة كلمة لال قلعة باللغة الهندستانية، حيث تم اشتقاقه من الجدران التي تم بناؤها بالحجر الرملي الأحمر فكلمة لال تعني الأحمر، وتجدر الإشارة إلى أن قلعة أغرا كانت تعرف أيضاً باسم لال قلعة، وفيما يلي سنذكر بعض النقاط الهامة المتعلقة بالقلعة الحمراء وهي:
- تصل مساحتها إلى 254,67 أكر.
- تحيط بها مجموعة من الجدران الدفاعية التي تبلغ مساحتها 2,41 كم.
- تتكون من العديد من الحصون والأبراج التي يصل ارتفاعها إلى 18 متر على جانب النهر و33 متر على جانب المدينة.
- الحصن الأحمر مثمن الأضلاع.
- تتميز هذه القلعة أن محورها الشرقي الغربي أقصر من محورها الشمالي الجنوبي.
- تعكس وتجسد قبابها المزدوجة وزخارفها الرخامية والزهرية العمارة المغولية.
موقع قلعة لال
قع الحصن الأحمر على طول نهر جمنة الذي يقوم بتغذية جميع الخنادق المحيطة بجميع الأسوار، تم البدء في بنائها عام 1638 لينتهي فيي عام 1648، وتجدر الإشارة إلى أن أكثر ما يميزها ويجعلها تتفرد عن الحصون المغولية الأخرى بأن جدرانها الحدودية غير متكافئة بسبب احتواء حصن ساليمجاره الأقدم.
تعاقبت على القلعة العديد من الأحداث العسكرية التي أدت إلى نهبها وإضعافها حتى قيام حرب الأنجلو- ماراثا الثانية (معركة دلهي) التي انتهت بانتصار شركة الهند الشرقية على قوات المراثا التي تتبع لدولات راو سينديا، حيث تم إنهاء سيطرة المراثا على المدينة والقلعة الحمراء، تجدر الإشارة إلى أنه بعد انتهاء انتهاء هذه المعركة قامت شركة الهند الشرقية البريطانية بإدارة أراضي موغال وتعيين مقيماً في القلعة الحمراء.
تاريخ قلعة لال
شهدت القلعة الحمراء بعد استقلال الهند بعض التغييرات حيث تم الاستمرار في استخدامها كمعسكر عسكري، وظل جزء كبير منها تحت سيطرة الجيش الهندي حتى 22 ديسمبر 2003 إلى أن تم تسليمه إلى هيئة المسح الأثري للهند من أجل الترميم، وفي عام 2009 قامت هذه الهيئة بإعداد خطة الحفظ والإدارة الشاملة وذلك وفقاً للتوجيهات التي صدرت من المحكمة العليا لتنشيط القلعة.
عند ذكر اسم القلعة الحمراء لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
- القلعة الحمراء الأهلي هي أحد الألقاب التي يُعرَف بها النادي الأهلي المصري للرياضة البدنية.
- القلعة الحمراء كرتون هي أحد أبرز مسلسلات الأطفال الكرتونية المتحركة وهو برنامج كندي فرنسي تم عرضه لأول مرة في عام 1999 ثم تمت دبلجته إلى اللغة العربية.
الحصن الأحمر عجمان:
يعد الحصن الأحمر الذي يقع في قلب عجمان من أبرز المعالم الاثرية والسياحية الموجودة في الإمارات العربية المتحدة والذي يقصده الزوار من مختلف أنحاء العالم، يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وتم تشييده من قبل عائلة النعيمي الحاكمة التي كانت تستخدمه كمعقل دفاعي ضد القوات الغازية، يتميز بمظهره الخارجي المبهر المكون من الحجر الرملي الأحمر.
يتميز هذا الحصن بهندسته المعمارية المذهلة فهو مزيج مُتقَن من تقنيات الترميم الحديثة والتصميم العربي التقليدي، ويتجلى الغرض الدفاعي من بنائها بشكل واضح في الجدران المحصنة وأبراج المراقبة والبوابات الضخمة، كما تمنحها الأقواس المزخرفة والمنحوتات المعقدة مزيداً من الفخامة، وعند زيارتك إلى هذا الحصن ستحصل على فكرة واضحة عن تراث المنطقة الثقافي وحياة العائلة الحاكمة من خلال الساحات والغرف التاريخية والحدائق، وفيما يلي بعض النقاط الهامة التي يجب تسليط الضوء عليها وهي:
- يتكون هذا الحصن من برجين يتضمن كل برج غرفتين، ويُذكَر أنه تم إضافة برج ثالث.
- تم بناؤه في عهد الشيخ حميد النعيمي بين عامي 1910 و1928، أما ترميمه فكان بتوجيه من الشيخ حميد بن راشد النعيمي عام 1986.
- أطلق عليه هذا الاسم بسبب استخدام الجص والحصى الحمراء في بناء الجدران.
- تم بناء أسقف الحصن الأحمر في عجمان باستخدام أخشاب الصندل.
- الحصن مُحاط بأشجار النخيل من جميع الجوانب.
- يقع بالقرب من الحصن بئر ماء كان يتم استخدامه لشرب الماء.
علاوةً على ذلك فأن للحصن الأحمر في عجمان أهمية ثقافية لسكان المنطقة فهو شاهد تاريخي على صمود الشعب الإماراتي ورمز للفخر الوطني، كما أنه يعكس التاريخ والقيم والتقاليد التي عملت على تشكيل هوية عجمان، لذلك أصبح مكاناً يجتمع به السياح والسكان المحليون للاحتفال بتراثهم المشترك.
حصن لاهور:
يقع حصن لاهور في شمال غرب مدينة لاهور المسورة في باكستان تم بناؤه على شكل شبه منحرف حيث يشغل مساحة تصل إلى 20 هكتار، يعود تاريخه إلى العصور القديمة إلا أن هيكله الأساسي بُني في عهد الإمبراطور جلال الدين أكبر وذلك بين عامي 1556 و1605، ليتم تطويره باستمرار فيما بعد.
يتكون هذا الحصن من بوابتين هما بوابة ألمغيري التي تفتح باتجاه مسجد بادشاهي حيث قام ببنائها الإمبراطور أورنكزيب عالم كير، أما البوابة الأخرى يطلق عليها اسم بوابة ماستي والتي قام ببنائها الإمبراطور جلال الدين أكبر، مع العلم أنه في وقتنا الحالي تم إغلاق بوابة ماستي والإبقاء على بوابة ألمغيري التي تعد بالإضافة إلى مسجد موتي وشيش محل لاهور وجناح نولكها من أشهر المواقع التي يحتويها هذا الحصن.
تم إدراج هذا الحصن في عام 1981 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو بالإضافة إلى حدائق شاليمار، إلا أنه تم إدراجه ضمن المواقع التراثية المعرضة للخطر في عام 2000 وحتى وقتنا الحالي، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تصميم الجناح الباكستاني على هيئة حصن لاهور وذلك في معرض إكسبو 2010 الذي تم إقامته في الصين.
قصة قصر الحمراء في غرناطة:
جاء بناء قصر الحمراء في غرناطة تحقيقاً لأحلام مسلمي المغاربة بعد سقوط دولة الموحدين والتي تمثلت في إنشاء جنة تحاكي في الوصف الجنة المذكورة في القرآن الكريم تلك الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، حيث خصصوا مساحات واسعة لبناء هذا القصر وأولوا اهتماماً كبيراً بالخضرة الدائمة والكثير من نوافير المياه الموجودة في جميع الأرجاء.
في الحقيقة، تتميز لال قلعة بأهمية كبيرة على المستوى الثقافي والتاريخي والعسكري، وتشتهر كما ذكرنا بوجود حصن لاهور والحصن الأحمر في عجمان، بالإضافة إلى قصر الحمراء في غرناطة، حيث تعد هذه الحصون من أبرز المعالم السياحية التاريخية التي تستقطب عدد كبير من الزوار.