اكتشف أهم المعلومات التاريخية عن قلعة الميراني العريقة

tourism trek
tourism trek 9 دقيقة قراءة
قلعة الميراني العريقة

أهم المعلومات عن قلعة الميراني والتي هي واحدة من أبرز المعالم التاريخية في سلطنة عمان. حيث تقع هذه القلعة الأثرية الشهيرة في موقع استراتيجي مطل على بحر عمان، وتحتضن في طياتها قصصاً وأحداثاً عديدة من الماضي. على مر القرون، شهدت هذه القلعة تعاقب الحكام والسيطرات السياسية المختلفة، وأصبحت رمزاً للقوة والصمود في وجه التحديات. في هذا المقال من تورزم تريك، سنتناول أهم المعلومات عن قلعة الميراني – من تاريخها الغني إلى هندستها المعمارية المتميزة وأبرز الأحداث التي جرت داخل أسوارها، كما سنستعرض أهمية هذا الموقع الحضاري البارز والتعرف على ما يمثله في تراث المنطقة وهويتها الثقافية.

قلعة الميراني العريقة
قلعة الميراني العريقة

 قلعة الميراني: نبذة تعريفية عن أبرز معالم سلطنة عمان

قلعة الميراني هي موقع أثري مهم يقع في نهاية السور الغربي من مدينة مسقط التاريخية، تطل على مدخل بحر عمان، تعود أصولها إلى القرن السادس عشر. وهناك نظريتان رئيسيتان لأصل تسمية قلعة الميراني:

  1. يرى البعض أن التسمية مشتقة من الكلمة البرتغالية “ميرانتي” والتي تعني “الأمير”، هذا يشير إلى أن القلعة ربما كانت مملوكة أو مرتبطة بشخصية أمارتية في التاريخ.
  2. في حين يعتقد آخرون أن التسمية مأخوذة من اسم “ميران شاه”، وهو أحد قادة الفرس التاريخيين، هذا التفسير يربط القلعة بالنفوذ الفارسي في المنطقة في الماضي.

دليلك إلى فندق بيت جدي طرابلس لبنان: تجربة إقامة فريدة

وصف معماري وتاريخي لقلعة الميراني في مسقط

قبل قدوم البرتغاليين إلى عُمان، كانت هناك قلعة قائمة على شكل برج كبير في موقع الميراني. وفي عام 1588م، عمد البرتغاليون إلى إعادة بناء القلعة على أساس المبنى القديم، مضيفين لها منصات للمدافع، مخازن، وسكن للقائد، وأماكن للعبادة. وفي عام 1610م (1019 هـ)، أقام البرتغاليون عند قاعدة صخرة الميراني حوضاً للسفن ومعقلاً على مستوى البحر، هذا الموقع الاستراتيجي كان له هدف محدد – وهو تزويد المنشأة بنظام دفاعي متقدم.

كما قام البرتغاليون ببناء بطارية مدافع على مستوى منخفض من القلعة، هذا التصميم كان له غرض واضح – الحيلولة دون نجاح أي هجوم من المراكب التي تبحر قرب الشاطئ تحت مستوى المدافع الموجودة في قلعة الميراني العلوية. بهذا، كان موقع القلعة متميزاً باعتباره موقعاً دفاعياً متكاملاً على مستويين القلعة العلوية والبطارية السفلية، هذا الترتيب الهندسي والدفاعي جعل من قلعة الميراني منشأة حصينة ومحصّنة بشكل جيد ضد أي هجمات بحرية.

على السور الجنوبي الشرقي للساحة الخلفية السفلية في قلعة الميراني، هناك كتابة محفورة باللغة البرتغالية، هذا النقش البرتغالي يشير إلى أن المنشأة كانت تحت السيطرة والإشراف البرتغالي في ذلك الوقت.

تجدر الإشارة إلى أن هذا النقش البرتغالي قد تم تغييره على الأرجح بعد عام 1640م، هذا التاريخ مهم لأنه يمثل سنة استقلال البرتغال عن إسبانيا. 

قلعة الميراني، والتي تُعرف أيضاً باسم قلعة كابيتان، كانت دائماً تُعتبر من أهم الحصون الاستراتيجية في المنطقة، هذا ما أكده المؤرخ مايلز في كتاباته، حيث ذكر أن الحاكم البرتغالي في مسقط، مارتينو أفونسو دي ميلو، كان يقيم في القلعة خلال فصل الصيف الحار في عام 1623م (1032 هجرية). على الرغم من أن الحاكم البرتغالي كان يقيم معظم الوقت في مجمع جريز الواقع أسفل القلعة، إلا أنه كان يستخدم قلعة الميراني كمقر صيفي لتجنب الحرارة المرتفعة. خلال هذه الفترة البرتغالية، شهدت مدينة مسقط عمليات إعادة بناء وتطوير مهمة، فقد تم إعادة بناء أسوار المدينة، كما تم بناء مقر جديد للجمارك، وتم أيضاً إنشاء أبراج دفاعية في ممرات كلبوه وريام وسداب. ومن خلال الرسم المعاصر الذي أعده الرسام دير يسنده، يتضح أن مخطط التحصينات في قلعة الميراني كان مشابهاً للتصميم الحالي للحصن. 

ومع ذلك، لا تظهر في الرسم بعض المعالم المميزة، مثل الأبراج العالية الموجودة حالياً. بدلاً من ذلك، تُظهر الرسومات استحكامات حصينة في المواقع التي تقع فيها هذه الأبراج. كما يُشير هذا إلى أن القلعة قد شهدت بعض التطورات والتعديلات على مر السنين، ففي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (القرن الثالث عشر الهجري)، قام الأمير أحمد بن سعيد ببناء برج إضافي في القلعة.

 الفنادق في طرابلس لبنان: إقامة لا تُنسى في قلب المدينة

السياحة في قلعة الميراني: وجهتك لاستكشاف التاريخ العماني

قلعة الميراني هي موقع أثري تاريخي مهم في سلطنة عمان، تحظى بموقع فريد في نهاية السور الغربي من مدينة مسقط التاريخية، وهي مزار سياحي وقيمة ثقافية واقتصادية استثمارية مستدامة. تعود أصول هذه القلعة إلى القرن السادس عشر، وتحتضن العديد من المعالم والمباني التاريخية الرائعة، والتي تجذب الزوار للتعرف على تاريخ المنطقة وثقافتها. بالإضافة إلى ذلك، توفر قلعة الميراني مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية التي تثري تجربة الزوار وتمكنهم من الاستمتاع برحلتهم:

  • تتميز هذه القلعة التاريخية بحدائقها الخضراء المترامية الأطراف والأشجار الوارفة، والتي تُشكّل مشهداً طبيعياً ساحراً للزوار، لذا لا تغادر هذا الموقع الأثري دون التقاط بعض الصور التذكارية التي ستحفز رغبتك في العودة إليها مرة أخرى في المستقبل لاستكشاف المزيد من جماليات هذا المكان الذي يُعد واحة للراحة والاسترخاء وسط الطبيعة الخلّابة.
  • تُعتبر رحلة استكشاف قلعة الميراني متعة لا تُضاهى، حيث تتميز بأبراجها الشاهقة المطلية بالجير الأبيض الذي يضفي عليها جمالاً وروعة خلابة، هذه الأبراج الشامخة تُتيح للزوار فرصة الصعود إلى قمتها والاستمتاع بمناظر بانورامية مُبهرة للمنطقة المحيطة، كما أن التقاط الصور التذكارية من أعلى هذه الأبراج سيكون حتماً أبرز لحظات زيارتك للقلعة، والتي ستُثري ذكرياتك وتحفّزك على العودة إليها مرة أخرى في المستقبل.
  • لا تفوّت فرصة زيارة الكنيسة الدائرية الرائعة الواقعة داخل أسوار قلعة الميراني، هذه الكنيسة ذات القبة الصغيرة تتميز بطريقة بنائها المعمارية المبهرة، والتي تتصل بالسور الشرقي للقلعة بشكل انسيابي وأنيق، حيث أن التأمل في تفاصيل هذا البناء التاريخي المتقن والمتناغم مع محيطه سيكون تجربة فنية وأثرية مُثيرة للإعجاب. 
  • قبل المغادرة، تأكد من التجول في المعقل الضيق الواقع في الجهة الشمالية من القلعة، هذا المعقل يضم درجاً يقود إلى منصة المدافع ذات الهيكل شبه الدائري، إذ إن رؤية هذه المنصة من موقعها المرتفع ومن مستوى سطح البحر سوف تبهر الزائر بتصميمها المتميز والمتناغم مع المحيط الطبيعي. 
قلعة الميراني العريقة
قلعة الميراني العريقة

كل ما تحتاج معرفته عن رسوم وأوقات زيارة قلعة الميراني التاريخية

تختلف رسوم دخول قلعة الميراني بين المواطنين العمانيين والزوار الأجانب؛ حيث تصل سعر تذكرة الدخول إلى 3 ريال للمواطنين العمانيين و10 ريال للزائرين الأجانب. 

الأسئلة الشائعة 

من الذي بنى قلعة الميراني؟

قلعة الميراني الكائنة في سلطنة عمان، تمتاز بتصميمها المعماري المتميز، حيث تم بناء البرج الرئيسي للقلعة قبل وصول البرتغاليين إلى المنطقة. وفي عام 1588م، أعاد البرتغاليون بناء القلعة على أنقاض المبنى القديم، مضيفين إليها منصات للمدافع، ومخازن، ومساكن للقائد، وحتى مكان للعبادة. وقد تم توسيع القلعة وزيادة مساحتها لتصل إلى شكلها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد، مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر، وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر. هذه التوسعات والإضافات جعلت من قلعة الميراني معلماً تاريخياً وأثرياً بارزاً في عمان.

كم عمر قلعة الميراني؟

بنيت قلعة الميراني عام 1588م على يد البرتغاليين، ليصل عمرها الآن إلى أكثر من 436 سنة.

من باني قلعة الجلالي والميراني؟

قلعتا الجلالي والميراني هما من أكبر القلاع المطلة على بحر عمان.

قلعة الجلالي (سانت لوران) تم بناؤها عام 1589م، بينما قلعة الميراني (كابيتان) تم بناؤها عام 1588م خلال الاستعمار البرتغالي. كما يربط بين هاتين القلعتين سردابٌ تحت مياه البحر، وبعد تحرير هاتين القلعتين من قبل اليعاربة، أطلق عليهما اسم الكوت الشرقي والكوت الغربي.

في الختام، تعتبر قلعة الميراني (كابيتان) إحدى أهم المواقع التاريخية والعسكرية في سلطنة عُمان. هذه القلعة الشامخة التي تطل على بحر عمان، شُيّدت خلال القرن السادس عشر أثناء الاستعمار البرتغالي على البلاد. وعلى الرغم من مرور القرون، لا تزال قلعة الميراني محافظة على هيبتها وإرثها التاريخي، وتشكل معلماً بارزاً في تراث السلطنة. 

إن زيارة هذه القلعة وتأمل تفاصيلها المعمارية الرائعة، يمنح الزوار فرصة لاستكشاف جوانب مهمة من تاريخ عُمان العريق.

المصادر:

ويكيبيديا

شارك هذه المقالة
اترك تعليقا