يعد قصر المويجعي من أبرز الأماكن التي تجذب الزوار إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو يشكل محطة بارزة في تاريخ هذه الدولة، حيث يعكس من بنائه الفريد نموذجاً مذهلاً للفن المعماري الذي كان يعتمد في تصميمه على الطوب اللبن.
يعتبر هذا القصر من المباني التاريخية المميزة التي تم تشييدها في منذ حوالي قرن من الزمن وذلك بالقرب من الواحات، والأمر الذي زاد من مكانته هو وجوده في منطقة العين التي تتميز بموقعها الاستراتيجي بين بحر العرب والخليج العربي.
تابع معنا هذا المقال من تورزم تريك.
نبذة تعريفية حول قصر المويجعي: تحفة معمارية بين الماضي والحاضر
تشتهر مدينة العين الإماراتية باحتوائها على العديد من المباني الأثرية والتاريخية التي تروي حكايات مرتبطة بتاريخ دولة الإمارات والمنطقة ولعل أبرز هذه المباني هو قصر المويجعي الذي شهد تعاقب 4 أجيال من عائلة آل نهيان الحاكمة ليصبح بذلك رمزاً يعكس علاقة آل نهيان بمدينة العين وتاريخها العريق وواحاتها المذهلة، وتجدر الإشارة إلى أن قصر المويجعي بالانجليزي يطلق عليه مصطلح Qasr al Muwaiji.
يقع هذا القصر على الطريق المؤدي إلى إمارة أبو ظبي عند المدخل الشرقي للعين وذلك في أقصى الجهة الغربية من الواحات وتحديداً مقابل ديوان ممثل الحاكم في شارع الشيخ خليفة بمساحة إجمالية تصل إلى 3600 متر مربع، من الجدير بذكره أن العديد من الأبحاث أشارت إلى أن المنطقة التي يوجد بها كانت مأهولة بالسكان فيما سبق، حيث يرجعها البعض إلى الزمن الممتد بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر وتم تثبيت ذلك عند العثور أثناء عمليات التنقيب عن عملة نحاثية تعود إلى هذه الفترة.
تم بناء قصر المويجعي في الفترة الممتدة في عامي (1855-1909) على يد الشيخ خليفة الابن الأكبر للشيخ زايد بن خليفة والذي اشتهر بذكائه ونظرته المستقبلية الثاقبة وإرادته القوية، حيث لجأ إلى توحيد القبائل في مدينة العين وأشرف على تشييد القلاع والحصون وإنشاء الأفلاج في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ارتبطت هذه القلاع والحصون باسم آل نهيان وأصبحت رمزاً يجسد منزلتهم الرفيعة، لكن تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2015 تم تحويله إلى متحف.
قام فريق من العمل بتجديد هيكلية القصر مستخدمين في ذلك أساليب ومواد تقليدية وذلك في أواخر القرن العشرين، ليتوسع في العام 2009 ويشمل أعمال تحافظ على معالمه وتظهر حالته الأصلية مع إبراز سماته الأثرية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم القيام بعمليات تنقيب في القصر ليعثروا على آثار لبعض الأنشطة الزراعية في الواحات والتي تعود إلى القرن الثامن عشر، علاوة على الأدلة التي تشهد على مختلف مراحل بناء القلعة.
وصف قصر المويجعي (مظهر، أقسام): تصميم مبدع وأقسام متنوعة
يتميز هذا القصر بهيكله المذهل وفنائه الداخلي المصمم على شكل مربع حيث نرى العديد من الغرف الشاهدة على اتخاذ العديد من القرارات المصيرية التي تم اتخاذها فيما سبق والتي استقر بها الشيخ خليفة بن زايد فترة زمينة تضمنت سنوات حكمه فيها، وتجدر الإشارة إلى أنه توجد العديد من الصور التعريفية ومقاطع الفيديو المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بهذا القصر والمنطقة، كما نرى في وقتنا الحالي مطابخ ومباني وغرف ضيوف جديدة تم بناؤها بأمر من الشيخ زايد بن سلطان.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل تجسد عبق الماضي في فناء قصر المويجعي الخارجي حيث نشاهد أشجار النخيل الشامخة التي تلقي بظلها على المكان، علاوةً على نافورة الرخام الأسود التي تجسد عراقة الماضي وحداثة الوقت الحاضر، كما نلاحظ بوابته الضخمة والأبراج البارزة في أركانه أبرزها البرج الشمالي الغربي الذي يضم غرف المعيشة والذي يتميز بخصائص معمارية تقليدية أهمها الحفاظ على البرودة داخل هذه الغرف الأمر الذي يمنح زوارها الكثير من الراحة، كما يضم طابقه العلوي نوافذ واسعة تبعث النسيم العليل في أرجاء المكان أما حواجزه الزخرفية كانت تلعب دوراً كبيراً في صد الغبار، وفيما يلي سنذكر بعض المعلومات الأخرى المتعلقة بهذا القصر:
- يصل طول ضلع القصر إلى حوالي 60 متر.
- للقصر أربع واجهات يصل ارتفاع كل منها إلى 7 أمتار تحيط أسفلها جدران سميكة إلا أنها تقل سماكتها كلما اتجهنا نحو الأعلى.
- نلاحظ وجود شرفات مثلثة تحتوي على فتحات خاصة للرمي.
- يوجد في القصر 3 أبراج اثنان منها مستطيلا الشكل أما الثالث مربع.
- يضم مبنيان كبيران صالحان للسكن والإدارة، المبنى الرئيسي في الزاوية الشمالية الغربية مؤلف من 3 طوابق والثاني يقع في الزاوية الجنوبية الغربية.
السياحة في قصر المويجعي: رحلة لا تُنسى
انطلاقاً من الأهمية التاريخية لهذا القصر فقد بات مقصداً للعديد من الزوار الذين يأتون إليه من مختلف أنحاء العالم حيث يمكنهم ممارسة العديد من الأنشطة السياحية في قصر المويجعي والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:
- زيارة المعرض الذي يضم قاعة تحيط بها العديد من الجدران الزجاجية تروي بها قصة القصر وسكانه، فهو يقدم تسلسلاً زمنياً موضحاً حياة العائلة الحاكمة وعلاقتها بهذا القصر بالإضافة إلى الأدلة الأثرية ودور القصر في استضافة الزوار والرحالة علاوة على دوره في توضيح أهمية المياه في العين وواحاتها.
- واحة المويجعي التي تعد من أصغر واحات مدينة العين والتي تضم قرابة 21,000 نخلة تمر، حيث تعرف بنظام الري بالأفلاج فهذه المنطقة تشتهر بمياهها الجوفية التي تأتي من الجبال المجاورة.
- التوجه إلى خياييط المويجعي وهو عبارة عن سوق يضم عدد كبير من المحلات التي تعرض خياييط وعبايات من مختلف التصاميم المميزة.
- التوجه إلى قصر المويجعي كوفي الذي يقدم القهوة والعديد من أنواع الحلويات، بالإضافة إلى التراميسو وغيرها العديد من الأصناف.
عند الحديث عن قصر المويجعي الذي يشتهر بواحته لا بد من أن نشير أيضاً إلى واحة القطارة بالإضافة إلى واحة المعترض اللتان تقعان أيضاً في مدينة العين، حيث تشتهر هذه المناطق الثلاث بزراعة النخيل واعتمادها على نظام الري القديم (الأفلاج).
أهم الأسئلة الشائعة حول قصر المويجعي: كل ما تحتاج معرفته
من ولد في قصر المويجعي؟
شهد هذا القصر ولادة العديد من الحكام من آل نهيان أبرزهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي ولد في عام 1948.
متى تم بناء قصر المويجعي؟
تم بناء هذا القصر في بدايات القرن العشرين وتحديداً الفترة الممتدة بين عامي 1855-1909 على يد الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة.
ما أهمية قلعة المويجعي للشيخ زايد رحمه الله خلال فترة حكمه لمدينة العين؟
كانت يتمتع هذا القصر بأهمية اقتصادية بالغة وذلك خلال فترة الكساد الاقتصادي حيث كان مقراً لتوزيع المساعدات وتم ذلك بأمر من الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة آل نهيان.
هكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال قصر المويجعي الذي يعد من أبرز المعالم الأثرية التي تروي تاريخ حقبة مهمة من تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أصبحت في يومنا هذا أحد أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها علماء التاريخ والسياح من مختلف أنحاء العالم.