كانت قلعة المرقب إحدى أكبر القلاع في القرن الثاني عشر وكان القائد الكبير العربي صلاح الدين الأيوبي يراها قلعة يصعب احتلالها بسبب كبرها وموقعها الصارم والقوي حيث عزز الجزء العالي منها بسلسلة كبيرة من الأسوار والأبراج الضخمة المستديرة كما سمحت القوة المادية للقلعة بالسيطرة على أرضها الشاسعة طوال قرن تقريباً.
تابع معنا قراءة هذا المقال من تورزم تريك وتعرف على موقع قلعة المرقب وشكلها ومراحل بنائها على مر العصور.
وصف قلعة المرقب: حصن مهيب يجمع بين التاريخ العسكري والهندسة الدفاعية الفريدة
بنيت قلعة المرقب في عام 1062 فوق قمة تلة تبلغ من الارتفاع 370 متر فوق سطح البحر تطل من الشرق على جبال اللاذقية وتطل من الغرب على مدينة بانياس والبحر الأبيض المتوسط وتحيط بها أيضاً الجبال والغابات ويحيط بها خندق ضخم وكبير جداً يمر عبره درج قائم فوق جسر إلى المدخل الرئيسي للقلعة، يحيط بها سوران أحدهم داخلي والآخر خارجي يحتوي السور الخارجي على أربعة عشر قرناً برجاً دفاعياً مانع وفي القلعة من الداخل الكثير من المنشآت والمباني مثل(قاعة الفرسان والقاعة الملكية وكنيسة تعود للقرن الثاني ومرافق وخزانات وممرات الأسوار والأبراج)
ميزات قلعة المرقب: تصميم معماري متين وأبراج دفاعية تطل على الفرات
تنتمي قلعة المرقب للطراز الذي
اتبعه فرسان الاسبتارية العمارات العسكرية للقلاع والحصون الصليبية ويتألف هو من قلاع مشيدة على مرتفعات شديدة الانحدار ولها سور مزدوج محسن بأبراج مستديرة وهذا الطراز يشبه حصون السين واللور في أوروبا.
https://tourismtrek.com/%d8%af%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%83-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a3%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83/
أهمية قلعة المرقب: حصن دفاعي استراتيجي وشاهد على عظمة العصور الوسطى
تعد قلعة المرقب من أشهر المناطق السياحية في سوريا، وتعد من أهم المعاقل العسكرية التي تقع ضمن مناطق نفوذ إمارة أنطاكية الصليبية وكانت هذه القلعة هي أول ما يراه القادم من الغرب إلى شمالي بلاد الشام من جهة البحر المتوسط مما أعطاها موقع استراتيجي هام جداً بالنسبة للصليبيين كان له دور كبير وضخم في وصول الإمدادات الصليبية بشكل مستمر من الغرب الأوروبي لقد كانت وظيفتها الرئيسية الرصد والإنذار وحماية مدينة بانياس المجاورة لها وبالتالي الإسهام في حماية الساحل الشامي وفضلاً عن تأمين السيطرة الصليبية على الأراضي الداخلية كانت تؤدي دورها في في الدفاع عن حدود تلك الإمارة الصليبية أما عن موقعها الجغرافي فإنها تقع على مسافة 6كيلو مترات جنوب شرق مدينة بانياس وتشرف على ساحل البحر المتوسط مباشرة على مقربة من قلعة جبلة وقلعة صهيون تبعد القلعة حوالي ستة عشر كيلو متر عن مدينة طرطوس.
امتازت قلعة المرقب بالارتفاع العالي جداً فقد كان من الصعب على المهاجمين اقتحامها وعدم وصول الأسهم إليها أو حجارة المنجنيق أثناء الهجمات عليها التي كانت في ذلك الوقت كما أنها كانت محاطة أيضاً بتحصينات طبيعية خارجية حاوطت القلعة من جميع جهاتها ،كما أنها تميزت بالموقع الاستراتيجي فقد كان البحر المتوسط يحميها من جهة والجبال تقوم بحمايتها من جهة أخرى، إن العمارة العسكرية للقلاع والحصون الصليبية تنقسم إلى قسمين اثنين كل قسم منها له طرازه الخاص به.
يعد تنظيم الاسبتارية من أقدم الهيئات العسكرية الدينية التي شهد قيامها الوجود الصليبي في بلاد الشام ،حيث أنه يعود الفضل في تأسيسها إلى مجموعة كبيرة من تجارة مدينة أمالفي الإيطالية حيث قامت بإنشاء مشفى للعناية بالحجاج النصارى القادمين إلى تلك الأراضي المقدسة ،لقد كان أسلوب حياتها قائم على العفة أولاً والفقر ثانياً وقاموا ينذر أنفسهم إلى قتال المسلمين.
Tmplars
يتميز هذا أيضاً بأسوار محصنة بأبراج تكون مضلعة ،لقد كان تصميم قلعة المرقب خليط هندسي من الحصون التي تقع جنوبي فرنسا والهندسة البيزنطية كما أنه لقد كانت قلعة المرقب من أقوى وأكبر وأضخم القلاع الصليبية في بلاد الشام (دمشق)وهي تماثل حصن الكرك.
كانت أكثر القلاع والحصون في بلاد الشام قد بنيت أيام البيزنطيين أو أيام الصليبيين فإن قلعة المرقب كانت في أول نشأتها قلعة عربية إسلامية فقد تم بناؤها في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم قاموا بإعادة بناؤها في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر على يدين إحدى أمراء المسلمين كان اسمه رشيد الدين الاسماعيلي بعدها بقيت قائمة حتى مجيء الصليبيين إليها
فقد وافق الصليبيون على تسليمهم قلعة المرقب إلى بانياس فبعد أيام ليست كثيرة احتلوها وقاموا بإخراجهم منها كما يبدو أيضاً أنه رفض بني محرز تسليم قلعة المرقب لروجرز يرجع إلى استخدام التهديدات والوعود الكاذبة التي اعتمدوها لانتزاع تلك القلعة ،وعلى الرغم من ذلك تمكن روجر من أخذ قلعة المرقب من الصليبيين وقام بإصلاح الحد الجنوبي من جهة انطاكية بعدها استطاعت إمارة أنطاكية من عهد الأمير روجرز أن تقوم بدور فعال في تثبيت ودعم السياسة الصليبية في بلاد الشام .
كمان تضررت أيضاً قلعة المرقب بمرات كثيرة من الزلازل التي أصابت معظم بلاد الشام مما قام بالطلب على تخصيص أموال كثيرة من أجل إصلاح القلعة وترميمها لكنه عندما عجزت أسرة مانسوير عن تأمين هذا الكم من الأموال اضطرت على القبول بعرض التخلي عن هذه القلعة مقابل التعويض المالي وهو إيجار سنوي قدره 2200بيزنت ذهبي
أقسام قلعة المرقب: استكشاف الأبراج، الأسوار، والغرف التاريخية في قلب الحصن
تتألف قلعة المرقب من قسمين اثنين قلعة داخلية قوية جداً وقلعة
خارجية واسعة كثيراً، لقد كانت قلعة المرقب في يوم من الأيام كثيفة بشكل كبير من الناحية السكانية حيث سكن بداخلها أكثر من ألف شخص عام 1200متر ويحيط بها سور خارجي مزدوج لزيادة حماية القلعة وهو مزود بأبراج أغلبها تأخذ شكل نص دائرة وعددها أربعة عشر برج دائري متفاوتة الحجم.
تتصف قلعة المرقب بمسقط ضخم وهو عبارة عن مثلث ضيق تتكون مساحته حوالي 60000 متر تتجه زاويته الحادة نحو الجنوب ويندمج أحد حروفه مع الصخور المشكلة لجبل الأنصارية وهي تبدو نقطة ضعف الموقع في الجهة الجنوبية التي كانت السبب في زيادة التحصين عند هذه الزاوية الدائرية لصد الهجمات المتوقعة من ذلك الاتجاه.
https://tourismtrek.com/%d8%af%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%83-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a3%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83/
سبب تسمية قلعة المرقب: موقع استراتيجي يطل على الفرات ويراقب الطرق التجارية
عرفت قلعة المرقب بأسماء عديدة خلال العصور التاريخية منها باللغة اليونانية ماركابوس ،ماركابان وسميت من قبل اللاتين باسم مارغت ومارغاتوم ومارغانت وأطلق عليها العرب اسم ” قلعة المرقب ” وفي لغتي العربية كلمة مرقب معناها الحارس أو المراقب فهي سميت بهذا الاسم لأنها كانت تشرف على البحر والتلال المجاورة.
السلطان غازي وحصار قلعة المرقب: معركة استثنائية في تاريخ الفتوحات الإسلامية
في عام 1188لقد مر صلاح الدين الأيوبي من المرقب آلياً من شمال سوريا ولكنه لم يهاجمها ثم شكل الملك. الظاهر غازي سلطان مدينة حلب عام 601 هجري (1204_1205) حملة إلى المرقب قامت بتخريب أبراج السور لكنها قامت بالانسحاب بسبب مقتل قائد الحملة بعد أن قاربت من الاستيلاء على القلعة ثم قامت العرب بمهاجمة القلعة مرة أخرى في عام 1269_1271.
الأسئلة الشائعة:
- من سكن قلعة المرقب؟
كان يسكن في تلك القلعة عائلة تسمى عائلة المنصور ثم تنازلت هذه العائلة عن القلعة إلى الاسبتارية مقابل مبلغ كبير جداً من المال ثم بعد ذلك انتقلت ملكية القلعة إلى برناد مارغت.
2_تبلغ قلعة المرقب من العمر 962 سنة ميلادية.
الخاتمة:
في النهاية الجدير بالذكر أن سقوط قلعة المرقب كان لهيئة الاسبتارية لأن الهيئة لم يعد لديها في بلاد الشام قلاع كبيرة ،غادر السلطان قلاوون قلعة المرقب ثم قام بالتوجه إلى بلاد الشام بقي بها أياماً ثم خرج منها وعاد إلى مصر.