جولة ممتعة في باب الدباغ

tourism trek 9 Min Read
باب الدباغ

يعد باب الدباغ واحد من أبرز الأبواب والأماكن التراثية التي يقصدها السياح القادمين إلى المغرب بهدف قضاء أوقات ممتعة وذلك لما يتمتع به من تصميم مميز وماضي عريق يروي الكثير من الأحداث.

تعتبر مدينة مراكش الموجودة في المغرب من أبرز الوجهات السياحية التي تضم باقة من الآثار التاريخية لعل أبرزها الأبواب القديمة التي تعد بالإضافة إلى المكانة الاقتصادية والسياسية لهذه المدينة من أشهر عوامل الجذب إليها.


تاريخ باب الدباغ العريق: استكشاف ماضيه الغني وأهميته التاريخية

في البداية لا بد من أن نشير إلى أن أبواب مراكش هي من أبرز المعالم السياحية الموجودة في المغرب العربي والتي تعود إلى زمن بعيد حيث يبلغ عددها 19 باب منها 10 أبواب رئيسية، تم الاهتمام بتشييد هذه الأبواب في عهد المرابطين ليستمر بعدها في زمن الخلافة الموحدية ثم السعديون والمرينيون، وأكثر ما استدعى إنشاء هذه الأبواب هو أهمية مدينة مراكش التاريخية علاوة على كونها مكاناً آمناً لعبور القوافل التجارية القادمة من الصحراء.

تجدر الإشارة إلى أن الأبواب التي تتمركز على طول سور المدينة القديمة في مراكش هي أبواب رئيسية أما تلك التي تقع داخله فهي أسوار ثانوية وجميعها اكتسبت تسميتها من نسبةً للحومات والدروب والحرف التقليدية التي كانت تقام داخل هذا السور كل منها يروي حكاية المدينة وتاريخها العريق، وانطلاقاً من أهميتها سنلقي الضوء في هذا المقال من تورزم تريك على باب الدباغين والأبواب الأخرى لمعرفة أهم التفاصيل المتعلقة بها.

باب الدباغ

موقع باب الدباغ وتاريخه: قلب التراث في المدينة

يعد باب الدباغين (Bab Debbagh) من أبرز وأقدم الأبواب الموجودة في مدينة مراكش المغربية يقع على الجهة الشرقية من السور، يعود تاريخ بناؤه إلى عهد المرابطين وأُطلق عليه هذه التسمية لأنه المنفذ الرئيسي الذي يؤدي إلى سوق الدباغة، كان هذا الباب سابقاً يُعرَف باسم باب هيلانة تلك القبيلة الجبلية الصغيرة التي استقلت في بلاد جدميوه.

مدينة البصرة القديمة في العراق

وصف باب الدباغ: تفاصيل معمارية ساحرة تجسد التراث

يتميز هذا الباب ببروزه عن سور المدينة بعض الشيئ، ومن الجدير بذكره أن تصميمه هو الأعقد من بين الأبواب الأخرى لأن الممر الموجود داخل البوابة يدور خمس مرات على شكل حرف S ماراً بغرفة مغلقة وبُهي مفتوحة، كما نرى في الزاوية الشرقية من الباب درج يؤدي إلى السطح.

يرجح العديد من المؤرخين أن القسم الوحيد الذي يعد من الهيكل الأصلي للبوابة هو القسم الأوسط وأنه في عهد الموحدين تم إضافة البهوين الخارجيين، حيث يُلاحظ بشكل واضح أن البهو الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية غير منسجم مع المجموع، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تمكينه بالعديد من الأبراج وتأمينه بسراديب وفتحات هدفها تسهيل دخول وخروج العابرين.

أبرز معالم السياحة في باب الدباغ: منارات ثقافية وتجارب مدهشة

على الرغم من مرور عقود من الزمن على إنشاء هذا الباب إلا أنه ما زال يحتفظ بجماليته الساحرة وجاذبيته الثقافية والتاريخية ولمسته الأثرية التي ينفرد بها والتي تمنحه مزيداً من الجاذبية فهناك العديد من المعالم السياحية التي يمكنك التوجه إليها عند زيارتك إلى هذا المكان والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:

  • سوق الجلود يعد من أبرز معالم هذا الباب، يتميز بألوانه المميزة وأجوائه الحيوية ويضم مجموعة مميزة من المنتجات الجلدية.
  • مسجد باب الدباغ أحد أشهر المعالم الموجودة في المنطقة، يتميز بتصميمه التقليدي وزخارفه المعمارية المذهلة.
  • الحمامات التقليدية (الحمام المغربي) الذي يمنحك فرصة للاسترخاء والتخلص من التوتر.
  • الحدائق الصغيرة والمساحات الخضراء المذهلة التي تمنحك أجواء من الهدوء والاسترخاء.

أماكن سياحية في الدمام

الأنشطة السياحية في باب الدباغ: اكتشف التجارب الفريدة

عند توجهك إلى هذا الباب سترى مزيجاً مذهلاً من الثقافة التقليدية والتاريخ الغني، علاوة على أجوائه الحيوية وجوه الأصيل الذي يمنحك فرصة القيام بالعديد من الأنشطة السياحية الممتعة والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:

  • الاستمتاع بتجربة تسوق تقليدية حيث يمكنك استكشاف السوق الخاص ببيع الجلود والتجول بين المحلات التجارية والأكشاك لرؤية المنتجات الجلدية الموجودة مثل الأحذية والأحزمة والحقائب وشراء ما ترغب به بأفضل الأسعار.
  • مشاهدة الطريقة التي تتم فيها دباغة الجلود التقليدية ومعرفة التقنيات التي تم استخدامها سابقاً في هذا المجال، بالإضافة إلى التعرف على كيفية تحويل هذه الجلود إلى منتجات عالية الجودة.
  • لا تكتمل زيارتك إلى باب الدباغين دون الحصول على حمام مغربي تقليدي حيث الخدمات المميزة التي يتم تقديمها مثل الاسترخاء والعناية بالجسم وجلسات البخار والتدليك التي ستجعلك مُفعماً بالنشاط والحيوية.
  • التعرف على الثقافة الإسلامية المحلية من خلال زيارة مسجد باب الدباغ الذي يشتهر بتصميمه المعماري المذهل حيث يعد مكاناً مثالياً للعبادة والتأمل.
  • التجول في الأزقة الضيقة.
  • التقاط الصور التذكارية.
  • تذوق المأكولات المغربية التقليدية مثل الطاجين والكسكس والعديد من أصناف الحلويات المغربية.
  • حضور الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في هذه المنطقة كالحفلات الموسيقية والمعارض.

بالإضافة إلى باب الدباغين الموجود في مراكش توجد العديد من الأبواب التاريخية الأخرى التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية لهذه المدينة والتي سنذكرها فيما يلي:

  • باب أغمات أو كما كان يعرف (باب ينتان) وهو المدخل الرئيسي للمدينة القديمة في الجهة الشرقية منها، يقع في حي سيدي يوسف بن علي بالقرب من سوق الربيع، يتألف من قوسين كبيرين طرأ عليها الكثير من التغييرات على مر العصور، إذا كنت تبحث عن باب أغمات مراكش خريطة يمكنك التوجه إلى أحد محركات البحث وكتابة ما ترغب به لمعرفة التفاصيل التي تبحث عنها.
  • باب الخميس مراكش الذي يعود تاريخ بناؤه إلى عهد المرابطين ليتم تعديله وتجديده عام 1802 في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي، يتميز بهندسته المعمارية ونقوشه التاريخية المذهلة ليصبح في القرنين الأخيرين مكاناً مثالياً لعرض أي شيئ وبشكل خاص يوم الخميس.
  • باب النقب مراكش هو أحد الأبواب الحديثة التي تم بناؤها في عهد الحماية الفرنسية على المغرب، تتمثل أهميته في ربط المدينة القديمة بأحياء المدينة الحديثة.
  • باب إغلي مراكش أو (باب إرحلي) الذي يقع غرب المشور الكبير ونجد في الجهة الجنوبية منه مقبرة سيدي عمارة.
  • باب فتوح مراكش الذي يقع في الجزء الشمالي من المدينة القديمة، يتميز بتصميمه المعماري المدهش حيث نرى قوس كبير تم تزيينه بالنقوش التقليدية والزخارف الهندسية، بالأضافة إلى برجين جانبيين، كما يحيط به العديد من الأسواق والمحال التجارية.
باب الدباغ

دار الدباغ في فاس: رحلة عبر الزمن في مصنع الجلود التقليدي

في سياق حديثنا عن صناعة الجلود في المغرب وبشكل خاص في منطقة باب الدباغ لا بد من الإشارة إلى دار الدباغ الذي يقع في مدينة فاس والذي كان يُعرَف سابقاً باسم الشوارة، فهي بمثابة القلب النابض لتجار هذه المدينة وعمالها المهنيين، تم بناء هذا الدار في القرن الحادي عشر ميلادي لذلك يتم تصنيفه كأقدم مدبغة جلود موجودة في الوطن العربي وتنافس بأعمالها المنتجات الجلدية الحديثة.

تُعرَف المدابغ في مدينة فاس بالأحواض المتنوعة والملونة حيث تتباين وفقاً للغاية منها، بدايةً يتم وضع الجلود في أحواض حمضية تضم فضلات الحمام والجبص التي تتيح إمكانية إزالة الصوف من فوقها بشكل كامل لتصبح أكثر قابلية للصباغة، ثم يتم وضعها ضمن أحواض صبغية تم صنعها من مواد طبيعية، وتجدر الإشارة إلى أن استخراج الألوان يكون من الزعفران وقشور الرمان ومواد طبيعية أخرى ليقوم العمال بتجفيفها فيما بعد من خلال إبقائها في أماكن مرتفعة ثم توجيهها لأصحاب البازارات من أجل بيعها حيث يقومون بإعادة تشكيلها وتصنيعها وفقاً لنوع الجلد.


يروي باب الدباغ الكثير من الأخبار  عن ثقافة مدينة مراكش وتاريخها العظيم، ولا ننسى الابواب الأخرى التي كانت تُعد حصناً منيعاً يحمي المنطقة من أي خطر قادم، لا تتردد في زيارة هذا الباب فهو خيارٌ مثالي للتعرف على دباغة الجلود والثقافة المحلية لمدينة مراكش.

Share This Article
Leave a comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Exit mobile version