تعد كنائس دمشق من أبرز المزارات الدينية الموجودة في الجمهورية العربية السورية والتي يقصدها المسيحيون من مختلف أصقاع الأرض، فهي تعكس التراث المسيحي العريق في هذه المنطقة التي تحمل بين طياتها ثقافةً غنيةً وتاريخاً عريقاً.
تعد الكنائس من أبرز المؤسسات الدينية التي تلعب دوراً رئيسياً في في حياة المجتمعات والناس، فهي مركز للتأمل والعبادة والتعليم الديني، بالإضافة إلى دورها الكبير في خدمة الناس وتوطيد أواصر المحبة فيما بينهم وهذا ما برز واضحاً في الكنائس الدمشقية، لذلك إبقى معنا في هذا المقال من تورزم تريك واستفد من المعلومات الواردة.
نبذة تعريفية عن كنائس دمشق: رحلة عبر الزمن والإيمان
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن عدد الكنائس في سوريا يزيد عن 800 يقع حوالي 36 منها في العاصمة دمشق، الأمر الذي جعلها تتزين بأبهى حلة لتصبح أحد أبرز الوجهات الدينية والثقافية المميزة، وانطلاقاً من ذلك سنذكر فيما يلي أهم كنائس دمشق مع أبرز التفاصيل المتعلقة بها من حيث الموقع والوصف والمعالم والأنشطة السياحية:
1- كنيسة الزيتون دمشق: حكايات الإيمان والتراث
كنيسة الزيتون أو كاتدرائية سيدة النياح التي تقع في مقر بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق القديمة، كما أنها مقراً لأبرشية دمشق للروم الملكيين الكاثوليك.
تندرج هذه الكنيسة ضمن قائمة أبرز التحف المعمارية الموجودة في دمشق فهي تتميز بتصميمها المعماري المذهل الذي يعود إلى العصور الوسطى، والتي تم تجديدها في عهد البطريرك غريغوريوس الثالث للروم الملكيين في سوريا وسائر المشرق.
تحتوي الكنيسة أجزاء تاريخية ودينية هامة أبرزها الأقواس الجميلة والقبة المركزية، بالإضافة إلى ما تحتويه من رسومات دينية وأيقونات تعود إلى فترات زمنية متباينة. ومن الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها:
- الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالكنيسة فهي تشتهر بوجود كبير لأشجار الزيتون في فنائها.
- زيارة المدرسة الاكليريكية الصغرى الموجودة بجوارها.
- الاستمتاع إلى الدليل السياحي الذي سيطلعك على محتويات هذه الكنيسة والفترات الزمنية التي توثقها.
2- كنيسة حنانيا: رمز للإرث الديني والروحي
تعد كنيسة حنانيا أقدم كنيسة في دمشق يقصدها الكثير من الأشخاص، تقع في حي حنانيا أحد الأحياء المسيحية العريقة الموجودة في منطقة باب توما ضمن المدينة القديمة، وتجدر الإشارة إلى أنها تقع تحت الأرض يتم النزول إليها بواسطة سلم.
تتميز هذه الكنيسة بتصميمها المعماري المذهل على النمط البيزنطي حيث الأرضية المبلطة بالبلاط المجزع ذو الفواصل السوداء، يضم 3 أروقة محمولة على 3 أعمدة مربعة الشكل وأيقونسطاس خشبي بثلاث أبواب ملوكية، كما نلاحظ تحت السقف مباشرة رايتان روسيتان مذهلتان.
يعد العرشين البطريركي والأسقفي من أبرز المعالم الموجودة بها، بالإضافة إلى بئر وبرج الجرسية الاسمنتي. ومن الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها:
- الاستمتاع بالفن المعماري وساحتها المذهلة التي تشبه تلك الموجودة في البيوت الدمشقية.
- إنارة الشموع وطلب الأمنيات في جو مليئ بالهدوء والسلام.
3- دير اللاتين دمشق: معلم تاريخي وروحي
يعد دير اللاتين من أبرز كنائس دمشق وأقدم المعابد المسيحية الموجودة حول العالم، تقع في قلب البلدة القديمة وتحديداً في باب توما ويعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر حيث تجدر الإشارة إلى أنها كانت جزء من مجمع دير الفرنسيسكان.
تتفرد هذه الكنيسة بهيكلها المعماري حيث طرأ عليها الكثير من عمليات الإصلاح فنرى الطراز العمراني الروماني الممزوج بالعناصر البيزنطية.
تضم كنيسة اللاتين مذبح رئيسي يعد الآن مركز لأداء الصلاة والطقوس الدينية كما نرى أديرة وقبو يحتوي على عدد كبير من الآثار والتحف الدينية. ومن الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها:
- أداء الصلاة في رحاب هذه الكنيسة المميزة.
- إضاءة الشموع وقضاء أوقات من الهدوء والسلام.
- زيارة المعالم الأثرية والاطلاع على التحف الموجودة فيها والتي تعود إلى الزمن القديم.
- زيارة الأماكن السياحية المحيطة بها مثل سوق الحميدية والسور الدمشقي القديم.
اكتشف أشهر المناطق السياحية في أمريكا: معالم تخطف الأنفاس وتجارب لا تُنسى!
4- كنيسة مار يوسف دمشق: ملاذ للسكينة والتأمل
تقع كنيسة مار يوسف في منطقة باب توما الدمشقية وتعد وجهة بارزة لدى المسيحيين الذين يحتفلون بذكرى القديس يوسف، يعود تأسيسها إلى القرن الثامن عشر وجرت عليها العديد من عمليات الترميم للحفاظ على جمالها وروعتها.
تتميز هذه الكنيسة بهيكلها المعماري الجميل، فهي تضم مجموعة من المعالم أبرزها المذبح الذي يعد الآن مركزاً لإقامة الصلاة والشعائر الدينية، بالإضافة إلى الأيقونات الدينية التي تزينها والتي تصور شخصيات دينية بارزة، كما نرى الأثاث الديني التقليدي المتمثل بالأضرحة والصلبان.
ومن الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها:
- الصلاة والجلوس على المقاعد وتأمل الأيقونات والديكور الديني المذهل.
- استكشاف التاريخ والثقافة المسيحية الموجودة في سوريا على مر العصور.
- التصوير الفوتوغرافي للهيكل المعماري والأيقونات الدينية الجميلة.
- التجول في المنطقة المحيطة بالكنيسة وزيارة المطاعم المحلية والمحال التجارية.
بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً لا بد من الإشارة إلى بعض كنائس دمشق الأخرى التي تحتل موقعاً هاماً وهي:
- كنيسة الناصري الإنجيلية في باب شرقي.
- كنيسة القديس أنطونيوس في باب توما.
- كنيسة سلطانة العالم في باب توما.
- الكنيسة المريمية في باب توما.
- كنيسة القديسة تيريزا التي تقع في باب توما.
- كنيسة المشيخية الإنجيلية في باب توما.
- كنيسة القديس جرجس في باب شرقي.
- كنيسة القديس سركيس في باب شرقي.
- كنيسة القديس بولس في باب كيسان.
- كنيسة القديس كيرلس في القصاع.
- كنيسة سيدة فاطمة في القصور.
- الكنيسة الإيطالية في الطلياني.
- كنيسة القديس يوحنا الدمشقي في أبو رمانة.
- كنيسة يسوع العالم في القصور.
- كنيسة القديس ميخائيل في التجارة.
أبرز الأسئلة الشائعة حول كنائس دمشق: إجابات واضحة
كم عدد الكنائس في دمشق؟
يصل عدد الكنائس الموجودة في دمشق إلى 36 كنيسة.
ما هي اكبر كنيسة في سوريا؟
تعد كنيسة حنانيا من أكبر الكنائس المارونية الموجودة في سوريا.
في الختام، تعد كنائس دمشق من أهم المزارات التي يقصدها عدد كبير من الأشخاص على اختلاف انتماءاتهم، وذلك للتعرف على تاريخ الديانة المسيحية في سوريا وأهم الحقب الزمنية التي مرت بها.
