يُعد قصر غمدان واحدًا من أقدم وأعظم القصور التاريخية في اليمن، محاطًا بالأساطير والأسرار. حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة ويعكس روعة الهندسة المعمارية اليمنية القديمة. كما يجذب القصر الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يتوقون لاكتشاف تاريخ اليمن الغني وثقافته العريقة. استمتع بقراءة هذا المقال من تورزم تريك الذي سيأخذك بجولة في هذا المعلم الاستثنائي واستكشف جماله الفريد.
نبذة تعريفية حول قصر غمدان: أسرار أقدم قصر في اليمن
قصر غمدان هو أحد أقدم القصور في اليمن والعالم، ويقع في العاصمة صنعاء. يُعتقد أن تاريخ بناء القصر يعود إلى ما قبل الإسلام، ويُقدر بأنه بُني في القرن الثاني الميلادي على يد الملك السبئي شمر يهرعش. يتميز القصر بطرازه المعماري الفريد، حيث بُني على شكل برج مكون من عشرين طابقًا، مما يجعله أول ناطحة سحاب في التاريخ.
حيث يقع القصر على قمة تل في وسط صنعاء، مما يوفر إطلالة بانورامية رائعة على المدينة القديمة. كان القصر مقرًا للحكام والملوك، وقد شهد العديد من الأحداث التاريخية الهامة. كما يُعد قصر غمدان رمزًا للتراث الثقافي والمعماري اليمني، ويمثل جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية لليمن. اليوم، يظل القصر موقعًا أثريًا يجذب الباحثين والزوار المهتمين بتاريخ اليمن وحضارته العريقة.
تاريخ بناء قصر غمدان
قصر غمدان يعد من أعرق القصور على مر التاريخ، وهو قصر أو قلعة في اليمن من الجهة الشرقية من مدينة صنعاء، وهو من أقدم القلاع في الجزيرة العربية كلها، وينسب بناؤه إلى الملك الشرح يحضب الأول وهو من أقدم إنجازات دولة سبأ في القرن الثاني الميلادي، وبالنسبه لتاريخ إنشائه فقد عثر على أربعة نقوش أقدمها يعود إلى الملك اليشرح يحضب الأول الذي حكم بين عامي 120 ميلاديا إلى 130 ميلادية.
كما ذكر في نقوش أنه تم بناؤه في القرن الثالث الميلادي أو في منتصف القرن، وذكر البعض أن سام ابن نوح عليه السلام قام بتأسيس القصر عندما زار أرض اليمن وأعجب بجمالها فقام ببناء القصر للاستقرار فيه، وروي أيضاً أن يعرب ابن قحطان هو من أسس القصر وواصل بناؤه من بعده وائل ابن حمير ابن سبأ، كما تم العثور على نقوش في بعض الأحجار المحطمة، والتي يعود تاريخها الى القرن الأول الميلادي، وكان آخر ملك يسكت فيه سيف بن ذي يزن.
يتميز القصر الزخرفة، والهندسة المعمارية الفاخرة حيث صنع من الجرانيت والمرمر والبوفير، وسكنه عدد كبير من الملوك وهو يتكون من 20 طابقا بين كل طابق وآخر مسافة 10 أذرع ولكل طابق منها له أهمية مختلف عن الآخر.
موقع قصر غمدان
قصر غمدان من القصور القديمة التي لها آثار تاريخية عريقة حيث لعب القصر دور استراتيجي بالغ الأهمية، فهو يتميز بقوته وقدرته على حماية المنطقة من الحروب، ويقع القصر في اليمن في مدينة صنعاء بالتحديد، وتم بناؤه لإقامة الملك به ومن أجل تسيير أمور الدولة فيه من خلال انعقاد كبار الشخصيات به لمناقشة أمور الدولة، وقد شهد الكثير من الأحداث التاريخية المهمة، وهو رمز للتراث الثقافي، والمعماري اليمني وجزء مهم من الهوية الوطنية لليمن في هذا الوقت فهو يعتبر موقع اثري يجذب الباحثين والسياح والزوار المهتمين بتاريخ اليمن وحضارته العريقة.

وصف قصر غمدان: تحفة معمارية من زمن الحضارات القديمة
يُعد قصر غمدان معلمًا أثريًا بارزًا في اليمن، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد والملهم. وقد بُني القصر على شكل برج مستطيل مكون من عشرين طابقًا، وهو يُعتبر أول ناطحة سحاب في التاريخ. يمتد القصر على قمة تل في قلب العاصمة صنعاء، مما يتيح له إطلالة بانورامية رائعة على المدينة القديمة ومحيطها.
كما يتميز القصر بجدرانه السميكة المصنوعة من الحجارة المنحوتة بدقة، والتي تعكس براعة الهندسة المعمارية اليمنية القديمة. يحتوي القصر على العديد من الغرف والقاعات الفخمة التي كانت تستخدم لأغراض مختلفة، من السكن إلى الإدارة والاحتفالات. إذ تتزين جدران القصر بنقوش وزخارف تقليدية تعكس التراث الثقافي للمنطقة. قصر غمدان ليس فقط شاهدًا على تاريخ اليمن العريق، بل هو أيضًا رمزٌ للفن المعماري الأصيل الذي يروي قصص الماضي بكل تفاصيله.
الهندسة المعمارية لقصر غمدان
تصف الروايات التاريخية أن قصر غمدان كان يتألف من الكثير من الطوابق ولكل طابق وظيفة محددة حيث أن الطوابق العليا كانت مخصصة للسكن الملكي أما الطوابق السفلى مصممه للاداره والخدمات وتتميز جدران القصر بزخارف ونقوش اكثر من رائعه مما يعكس براعة الحرفيين اليمنيين في ذلك الوقت كما ان القصر مزود بنظام تهوية من خلال النوافذ الصغيرة مع وجود فتحة علوية تعرف بالنورما وهي تفيد في تهوية القصر كما تضيء داخل القصر بنور الشمس ويذكر المؤرخون أن سقف القصر كان مغطى بالرخام اللامع مما اعطاه بريقا ملكيا فريدا.
ويذكر أن قصر غمدان اعتمد في بنائه على مواد متينة، وتقنيات متقدمة، مثل الأحجار البركانية التي استخرجت من جبال صنعاء، وتم استخدامها في تأسيس جدران القصر والطوب المحروق لبناء الطوابق العلوية، والذي خفف من الوزن ليحافظ على استقرار المبنى، وتم استخدام الجص لرسم الزخارف، والنقوش أما الرخام زينت به السقوف ليعطي مظهراً فخما، كما تم الاعتماد على الاقواس لتوزيع الأحمال، وهذا ساعد على بقاء المبنى مستقرا لعده قرون، كما أن العمال استخدام أدوات متطورة مثل الأزميل، والمطرقة المصنوعة من الحديد في بناء القصر.
الاكتشافات الأثرية في موقع قصر غمدان
يعد قصر غمدان من المعالم الأثرية البارزة في اليمن حيث ينفرد بتصميمه المعماري والهندسي الفخم فهو بني على شكل برج مستطيل مكون من 20 طابق، ويعتبر القصر أول ناطحة سحاب في التاريخ لطوله الشاهق، كما أنه يمتد على قمة تل في قلب عاصمة صنعاء، ويتميز بجدرانه السميكة المصنوعة من الحجارة المنحوتة بدقة، كما أنه يحتوي على الكثير من الغرف، والقاعات الفخمة وتتزين جدران القصر بنقوش وزخارف تعكس التراث الثقافي تعكس للمنطقه قديما وتبرز تاريخ اليمن العريق.
يحتوي قصر غمدان على معرض تاريخي به قطع أثرية يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي وهي معروضة في القصر لتروي قصة بناؤه، وتاريخه والأحداث السياسية التي كانت في هذه الوقت.
معالم السياحة في قصر غمدان: استكشاف أروع المعالم التاريخية
يعتبر قصر غمدان من أبرز المعالم السياحية في اليمن، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخه الغني وهندسته المعمارية الفريدة. إلى جانب جمال القصر نفسه، تتنوع المعالم السياحية المحيطة به لتوفر تجربة سياحية شاملة. من بين هذه المعالم:
- مطعم قصر غمدان: استمتع بتناول الطعام في مطعم يقدم مأكولات يمنية تقليدية مع إطلالة رائعة على القصر.
- الحدائق المحيطة: استرخِ في الحدائق الجميلة التي تحيط بالقصر، وتمتع بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة.
- المعرض التاريخي: اكتشف القطع الأثرية والمعلومات التاريخية المعروضة في القصر، والتي تروي قصة بناءه وتاريخه.
- البرج الرئيسي: استمتع بالصعود إلى أعلى البرج للاستمتاع بإطلالة بانورامية على مدينة صنعاء والمناطق المحيطة.
الأنشطة السياحية في قصر غمدان: رحلة فريدة عبر الزمن
يُعد قصر غمدان وجهة سياحية مميزة في اليمن، يجذب الزوار بشموخه وتاريخه العريق. يقدم القصر للزوار مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تجعل زيارتهم تجربة لا تُنسى. من استكشاف العمارة الفريدة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية، يمكن للزوار الاستمتاع بجوانب متعددة من التراث اليمني أثناء زيارتهم لقصر غمدان.
- الجولات السياحية: انضم إلى الجولات السياحية الموجهة التي تقدم شرحًا تفصيليًا عن تاريخ القصر ومعماريته.
- التسوق: اقتنِ الهدايا التذكارية والمنتجات الحرفية المحلية من المحلات الصغيرة المحيطة بالقصر.
- الفعاليات الثقافية: احضر الفعاليات الثقافية والعروض التقليدية التي تُقام بانتظام في محيط القصر.
- التصوير الفوتوغرافي: التقط صورًا مميزة لتوثيق زيارتك لهذا المعلم التاريخي الرائع.
- تناول الطعام في مطعم قصر غمدان: تذوق المأكولات اليمنية التقليدية مع إطلالة خلابة على القصر والمناطق المحيطة.
أسباب هدم قصر غمدان: القصة الكاملة وراء زوال المعلم التاريخي
هدم قصر غمدان لأسباب تتعلق بالصراعات السياسية والعسكرية التي شهدتها اليمن في فترات مختلفة من تاريخها. حيث كان القصر رمزًا للسلطة والقوة، تعرض للدمار خلال الحروب والصراعات التي اجتاحت المنطقة، وتُشير الروايات التاريخية إلى أن القصر تعرض للهدم في فترات متعددة ومن أبرز الأسباب:
- الصراعات السياسية: القصر كان مركزًا للسلطة والحكم، مما جعله هدفًا للصراعات بين الفصائل المختلفة.
- الحروب: تعرض القصر للدمار بسبب المعارك التي دارت في المنطقة، حيث استخدم كحصن استراتيجي.
- الإهمال: مع مرور الوقت وتغير مراكز السلطة، لم يتم الحفاظ على القصر بشكل كافٍ، مما أدى إلى تدهوره تدريجيًا.

الأساطير حول قصر غمدان
يعتبر قصر غمدان من اقدم القصور في صنعاء وقد نسجت حوله الكثير من الاساطير الفلكية والتنجيمية ودارت حوله حكايات وأسرار غامضة يعرض الروايات والأساطير التي تحيط بالقصر لتظهر مدى أهميته عند اليمنيين، حيث قيل إنه كان يستخدم طوله الشاهق كمرصد فلكي حيث كان يصل طوله الى 40 م، كما كان فيه قاطره أو ساعة مائيه لحساب الوقت، ويقال انه احد القصور السابعه الموضوع على أسماء الكواكب، كما ذكر أن الناس كانت تحج إليه حيث كان القصر يلعب دوراً مهما خاصة في القرن السادس الميلادي حين اتخذه أبرهة مقراً له ليحج الناس إليه بدلا من الكعبة.
أهمية قصر غمدان في الحضارة اليمنية القديمة
يعد قصر غمدان من أهم إنجازات دولة سبأ الحضارية، والعمرانية في القرن الثاني الميلادي، كما لعب دور كبير في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لليمن القديم، وكان له دور كبير في الحروب التي اندلعت قديما كما أنه كان يعد المقر الرئيسي للملوك والتي يجتمع فيه كبار الشخصيات من أجل مناقشة أحوال البلاد لذا فإنه كان له أهمية سياسية، كما يعد من أشهر القصور التي توضح العمارة الفنية، والهندسة المعمارية في مدينة صنعاء وكان يحاط القصر بسور دفاعي، أو الكثير من الأسوار للتصدي الأعداء، وقد صمد كثيرا امام الهجمات على مر التاريخ.
وتذكر الروايات أن القصر قد تم هدمه على عدة مراحل مثل حريق ايام الغزو الحبشي عام 525 ميلادية، كما هدم جزء منه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سقط ما تبقى منه في أيام الخليفة عثمان بن عفان، كما أنه تعرض للكثير من العوامل التي أدت إلى تساقط عشرات الأحجار من سورة نتيجة الأمطار، والسيول الغزيرة التي تضرب البلاد.
قصر غمدان في الأدب والتاريخ
نظرا لأهمية قصر غمدان فإنه تم ذكره في الكثير من الكتب التاريخيه والادبيه حيث تم العثور على رسم صخري في منطقة سقف في خولان ويعتقد الباحثون انه لقصر غمدان، كما تم ذكره في الكثير من الكتب الأدبية مثل كتاب القصر في اليمن القديم أنور الحاير، وكتاب غمدان أول ناطحة سحاب في العالم للكاتب مطهر علي الارياني، و ذكره النويري في كتاب نهاية الأرض في فنون الأدب، وكتاب تاريخ ابن خلدون وذكره محمد حسين الفرح في الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ، وحمير.
قصر غمدان في العصر الحديث
بالرغم من اندثار القصر، وتعرضه للهدم إلى أن ذكراه بقيت حاضر في التراث اليمني ومطبوعة في الكتب التاريخية والأدبية لذا فهو رمز الهوية الوطنية، والابداع المعماري اليمني، كما أن تصميمه أثر على جميع المنازل في صنعاء القديمة والآثار المتبقية من القصر تحكي مدى عظمته وصموده وتاريخه الأثري، وتذكر الروايات أن موقع القصر في منشأة قصر سلاح الموجودة حاليًا في مدينة صنعاء، ويقال أيضاً أن الجامع الكبير في مدينة صنعاء مبني على انقاذ القصر وأن أبواب الجامع الكبير هي ذاتها أبواب قصر غمدان وتعلو الأبواب كتابات بالخط المسند.
الأسئلة الشائعة
كم يبلغ ارتفاع قصر غمدان؟
يبلغ ارتفاع قصر غمدان في اليمين حوالي 30 مترًا
كم كان عدد اسقف قصر غمدان بصنعاء؟
يبلغ عدد أسقف قصر غمدان بصنعاء 20 سقفًا.
من هو اخر الملوك الذي سكن قصر غمدان؟
آخر الملوك الذي سكن قصر غمدان هو الملك الحميري ذو نواس.
في نهاية، يعد قصر غمدان من أبرز المعالم التاريخية في اليمن، حيث يجسد روعة الهندسة المعمارية القديمة ويعكس تاريخًا غنيًا بالأحداث. كما أن زيارته تتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ اليمن وثقافتها من خلال هذا الصرح العظيم. لذلك احرص على زيارة قصر غمدان للاستمتاع بتجربة تاريخية لا تُنسى.
المصادر